[ وكان الله على كل شيء مقتدرا ] أى قادرا على الإفناء والإحياء، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء
[ المال والبنون زينة الحياة الدنيا ] أى الأموال والأولاد زينة هذه الحياة الفانية، ذاك مثلها وهذه زينتها، والكل إلى فناء وزوال، لا يغتر بها إلا الأحمق الجهول
[ والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ] أي أعمال الخير تبقى ثمرتها أبد الآباد، فهى خير ما يؤمله الإنسان ويرجوه عند الله، قال ابن عباس : الباقيات الصالحات هي الصلوات الخمس، وعنه أيضا أنها كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة وفي الحديث :(سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله اكبر، من الباقيات الصالحات
[ ويوم نسير الجبال ] لما ذكر الدنيا ومالها ذكر القيامة وأهوالها، أى واذكر يوم نزيل الجبال من أماكنها، ونسيرها كما نسير السحاب، فنجعلها هباء منبثا
[ وترى الأرض بارزة ] أى وترى الأرض ظاهرة للعيان ليس عليها ما يسترها من جبل ولا شجر ولا بنيان، قد قلعت جبالها وهُدم بنيانها فهي بارزة ظاهرة
[ وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ] أى جمعنا الأولين والآخرين لموقف الحساب، فلم نترك أحدا منهم
[ وعرضوا على ربك صفا ] أى عُرضوا على رب العالمين مصطفين، لا يحجبُ أحد أحدا وفي الحديث :(يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد صفوفا)، قال مقاتل : يعرضون صفا بعد صف، كالصفوف في الصلاة، كل أمة وزمرة صفا
[ لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة ] أى يقال للكفار على وجه التوبيخ والتقريع : لقد جئتمونا حفاة عراة، لا شيء معكم من المال والولد، كهيئتكم حين خلقناكم أول مرة
[ بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا ] أى زعمتم أن لا بعث ولا جزاء، ولا حساب، ولا عقاب
[ ووضع الكتاب ] أى وضعت صحائف أعمال البشر، وعُرضت عليهم
[ فترى المجرمين مشفقين مما فيه ] أى فترى المجرمين خائفين مما فيه من الجرائم والذنوب
[ ويقولون يا ويلتنا ] أى يا حسرتنا ويا هلاكنا على ما فرطنا في حياتنا الدنيا
[ ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها ] أى ما شأن هذا الكتاب، لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ضبطها وأحاط بها ؟ قال تعالى :
[ ووجدوا ما عملوا حاضرآ ] أى مكتوبأ مثبتا في الكتاب
[ ولا يظلم ربك أحدا ] أى لا يعاقب إنسانا بغير جرم، ولا يُنقص من ثواب المحسن
[ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ] أى اذكر حين أمرنا الملائكة بالسجود لآدم، سجود (تحية وتكريم ) لا سجود تعظيم وعبادة
[ فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ] أى سجد جميع الملائكة، لكن إبليس - الذي هو من الجنً - خرج عن طاعة ربه، والآية صريحة فى أن إبليس من الجن لا من الملائكة
[ أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو ] أي أْفتتخذونه هو وأولاده الشياطين، أعوان وأنصارا من دون الله، وهم لكم أعداء ؟
[ بئس للظالمين بدلا ] أي بئست عبادة الشيطان بدلا من عبادة الرحمن
[ ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ] أى ما أشهدت هؤلاء الشياطين الذين عبدتموهم من دوني، خلق السموت والأرض
[ ولا خلق أنفسهم ] أى ولا أشهدت بعضهم خلق بعض، فهم عبيد أمثالكم، لا يملكون شيئا
[ وما كنت متخذ المضلين عضدا ] أي وما كنت متخذ الشياطين أعوانا في الخلق، فكيف تطيعونهم من دوني ؟
[ ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم ] أى ويوم يقول الله للمشركين : آُدعوا شركائي ليمنعوكم من عذابي، ويشفعوا لكم كما كنتم تزعمون
[ فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ] أى فاستغاثوا بهم فلم يغيثوهم
[ وجعلنا بينهم موبقا ] أى جعلنا بين العابدين والمعبودين مهلكة، لا يجتازها هؤلاء وهي النار
[ ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ] أى عاينوها وهي تتغيظ حنقا عليهم، فأيقنوا أنهم داخلوها