[ إن العزة لله جميعا ] اي القوة الكاملة، والغلبة الشاملة، لله وحده، فهو ناصرك ومانعك ومعينك، وهو المنفرد بالعزة يمنحها اولياءه، ويمنعها اعداءه
[ هو السميع العليم ] اي السميع لأقوالهم، العليم بأعمالهم
[ ألا إن لله من في السموات ومن في الأرض ] اي الجميع له سبحانه عبيدا وملكا وخلقا
[ وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء ] اي وما يتبع هؤلاء المشركون آلهة على الحقيقة، بل يظنون انها تشفع وتنفع، وهي لا تملك لهم ضرا ولا نفعا
[ إن يتبعون إلا الظن ] اي ما يتبعون إلا ظنا باطلا
[ وإن هم إلا يَخرصون ] اي يكذبون، يظنون الأوهام حقائق
[ هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ] تنبيه على القدرة الكاملة، والمعنى : ومن دلائل قدرته الدالة على وحدانيته، أن جعل لكم ايها الناس الليل راحة لأبدانكم، تستريحون فيه من التعب والنصب في طلب المعاش
[ والنهار مبصراً ] اي وجعل النهار مضيئا، تبصرون فيه الأشياء لتهتدوا الى حوانجكم ومكاسبكم
[ إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ] اي لعلامات ودلالات على وحدانية الله، لقوم يسمعون سمع اعتبار.. ثم نبه تعالى على ضلال اليهود والنصارى والمشركين فقال
[ قالوا اتخد الله ولدا ] أى نسب اليهود والنصارى لله ولدا (( يا له من جهل وحمق ينسبون إلى العلي الأعلى ما ينزهون عنه رهبانهم ويزعمون أنهم مقدسون لا يتزوجون ! !)) فقال اليهود : عزير ابن الله، وقال النصارى : المسيح ابن الله، كما قال كفار مكة : الملائكة بنات الله
[ سبحانه هو الغني ] اي تنزه الله وتقدس عما نسبوا إليه، فإنه المستغني عن جميع الخلق، فان اتخاذ الولد إنما يكون للحاجة إليه، والله تعالى غير محتاج الى شيء، فالولد منتف عنه
[ له ما في السموات وما في الأرض ] أي الجميع خلقه وملكه
[ إن عندكم من سلطان بهذآ ] اي ليس عندكم من حجة بهذا القول
[ أتقولون على الله ما لا تعلمون ] اي أتفترون على الله وتكذبون بنسبه الشريك له والولد ؟ وهو توبيخ وتقريع على جهلهم.
[ قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ] اي كل من كذب على الله لا يفوز ولا ينجح
[ متاع في الدنيا ] أي متاع قليل في الدنيا يتمتعون به مدة حياتهم
[ ثم إلينا مرجعهم ] أي ثم معادهم ورجوعهم إلينا للجزاء والحساب
[ ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ] أي ثم في الآخرة نذيقهم العذاب الموجع الأليم، بسبب كفرهم وكذبهم على الله.
البلاغة :
١ - [ من يؤمن به.. ومن لا يؤمن ] بينهما طباق السلب.
٢ - [ تسمع الصم.. تهدي العمي ] الصم والعمي استعارة على الكافرين شبههم بالصم والعمي لتعاميهم عن الحق، وصممهم عن السماع للهدى والخير.
٣ - [ ضرا ولا نفعا ] بينهما طباق وكذلك بين [ بياتا ونهارا ] وبين [ يحيي ويميت ] وبين [ يستقدمو ن.. ويستأخرون ].
٤ - [ شفاء لما في الصدور ] مجاز مرسل اطلق المحل واراد الحال أي شفاء للقلوب لأن الصدور محل القلوب.
٥ - [ حراما وحلالا ] بينهما طباق.
٦ - [ والنهارَ مبصرا ] قال في تلخيص البيان : هذه استعارة عجيبة، سمي النهار مبصرا لأن الناس يبصرون فيه، فكأن ذلك صفة الشيء بما هو سبب له على طريق المبالغة كما قالوا : ليل أعمى وليلة عمياء، إذا لم يبصر الناس فيها شيئا لشدة إظلامها.
٧ - [ أتقولون على الله ما لا تعلمون ] استفهام توبيخ وتقريع.
فائدة :
أمر تعالى رسوله (ص) بالحلف في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم هنا في هذه السورة [ قل إى وربي إنه لحق ] وفي سورة سبأ [ وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربى لتأتينكم ] وفي سورة التغابن [ زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربى لتبعثن ] ذكره ابن كثير.
تنبيه :