[ نديا ] الندى والنادي : الذي يجتمع فيه القوم للتحدث والمشورة، قال الجوهري : الندئ مجلس القوم ومتحدثهم وكذلك الندوة والنادي فإن تفرقوا فليس بندي
[ أثاثا ] الأثاث : متاع البيت
[ رئيا ] منظرا حسنا
[ تؤزهم ] الأز : التهييجُ والإغراء، قال أهل اللغة : الأزُ والهز والاستفزاز متقاربة، ومعناها التهييج وشدة الإزعاج، ومنه أزيز المِرجل وهو غليانه وحركته
[ وفدا ] جمع وافد وهو الذي يقدم على سبيل التكرمة معززاً مكرما
[ وردا ] مشاة عطاشا، قال الرازي : والورد اسم للعطاش لأن من يرد الماء لا يرده إلا للعطش
[ إدا ] منكرا عظيما، قال الجوهري : الإد : الداهية والأمر الفظيع
[ ركزاَ ] الركز : الصوت الخفي.
سَبَبُ التزول :
عن خباب بن الأرت قال :(كنتُ رجلا قينا - أى حدادا- وكان لي على العاص بن وانل دين فأتيتُه أتقاضاه فقال : لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت : لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث - أى تموت الآن وتبعث أمامي، وهذا من باب المستحيل - قال : فإنى إذا مت ثم بُعثتُ جئتني ولي ثئم مال فأعطيتك فأنزل الله [ أفرأيت الذى كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ].
التفسير :
[ ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا ] أى يقول الكافر على وجه الإنكار والاستبعاد : أئذا مت وأصبحتُ تراباَ ورفاتأ، فسوف أُخرج من القبر حيا ؟ قال ابن كثير : يتعجب ويستبعد إعادته بعد موته، وآللام " لسوف " للمبالغة في الإنكار، وهو إنكار منشؤه غفلة الإنسان عن نشأته الأولى، أين كان ؟ وكيف كان ؟ ولو تذكر لعلم أن الأمر ايسر مما يتصور
[ أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ] أى أولا يتذكر هذا المكذب الجاحد أول خلقه، فيستدل بالبداءة على الإعادة ؟ ويعلم أن الله الذي خلقه من العدم، قادر على أن يعيده بعد الفناء وتشتت الأجزاء ؟ قال بعضُ العلماء : لو اجتمع كل الخلائق على إيراد حجة في البعث، على هذا الاختصار لما قدروا عليها، إذ لا شك أن الإعادة ثانيا أهونُ من الإيجاد أولا، ونظيره قوله :[ قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ]
[ فوربك لنحشرنهم والشياطين ] أى فوربك يا محمد لنحشرن هؤلاء المكذبين الفجرة، مع الشياطين الذين أغووهم، قال المفسرون : يُحشر كل كافر مع شيطان في سلسلة
[ ثم لنحضرنهم حول جهنم جثياً ] أى نحضر هؤلاء المجرمين، حول جهنم قعودا على الركب، من شدة الهول والفزع، لا يطيقون القيام على أرجلهم لما يدهمهم من شدة الأمر
[ ثم لننزعن من كل شيعة ] أى لنأخذن ولننتزعن من كل فرقة وجماعة ارتبطت بمذهب
[ أيهم أشد على الرحمن عتيا ] أى من منهم أعصى لله وأشد تمردا، والمراد أنه يؤخذ من هؤلاء المجرمين، ليقذف في جهنم الأعتى فالأعتى، قال ابن مسعود : يُبدأ بالأكابر جرما
[ ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا ] أى نحن أعلم بمن هم أحق بدخول النار، والاصطلاء بحرًها، وبمن يستحق تضعيف العذاب فنبدأ بهم
[ وإن منكم إلا واردها ] أى ما منكم أحد من بر أو فاجر، ألا وسَيَرِد على النار، المؤمن للعبور، والكافر للقرار
[ كان على ربك حتما مقضيا ] أى كان ذلك الورود (( اختلف علماء السلف في معنى الورود فقال ابن عباس : الورود الدخول، لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، وقال ابن مسعود وقتادة : الورود : المرور عليها حين اجتياز الصراط، ولعل هذا القول أصح، أجارنا الله من نار جهنم )) قضاءً لازما لا يمكن خلفه
[ ثم ننجي الذين اتقوا ] أى ننجي من جهنم المتقين بعد مرور الجميع عليها