[ تطغوا ] الطغيان : مجاوزة الحد الى ما لا ينبغي
[ هوى ] صار الى الهاوية وهي قعر النار، من هوى يهوي اذا سقط من علو الى سفل
[ بملكنا ] الملك : بفتح الميم وسكون اللام : الطاقة والقدرة ومعناه بأمر كنا نملكه من جهتنا
[ أوزارا ] أثقالا ومنه سمي الذنب وزرا لأنه يثقل الإنسان
[ خوار ] الخوار : صوت البقر
[ يا ابن أم ] اي يا ابن امي واللفظة تدل على الاستعطاف
[ سولت ] حسنت وزينت.
التفسير :
[ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي ] اي اوحينا الى موسى - بعد ان تمادى فرعون في الظغيان - أن سر ببني اسرائيل ليلا من ارض مصر
[ فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا ] اي اضرب البحر بعصاك ليصبح لهم طريقا يابسا يمرون عليه
[ لا تخاف دركا ولا تخشى ] اي لا تخاف لحاقا من فرعون وجنوده، ولا تخشى الغرق في البحر
[ فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ] اي فلحقهم فرعون مع جنوده ليقتلهم، فأصابهم من البحر ما أصابهم، وغشيهم من الاهوال ما لا يعلم كنهه الا الله، والتعبير يفيد التهويل لما دهاهم عند الغرق
[ وأضل فرعون قومه وما هدى ] اي اضلهم عن الرشد، وما هداهم الى خير ولا نجاة، وفيه تهكم بفرعون في قوله :[ وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ]
[ يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم ] خطاب لبني اسرائيل بعد خروجهم من البحر، وإغراق فرعون وجنوده، والمعنى : اذكروا يا بني اسرائيل نعمتي العظيمة عليكم، حين نجيتكم من فرعون وقومه الذين كانوا يسومونكم سوء العذاب
[ وواعدناكم جانب الطور الأيمن ] اي وعدنا موسى للمناجاة وإنزال التوراة عليه، جانب طور سيناء الأيمن، وانما نسبت المواعدة اليهم، لكون منفعتها راجعة اليهم، اذ في نزول التوراة صلاح دينهم ودنياهم
[ ونزلنا عليكم المن والسلوى ] اي رزقناكم وانتم في " أرض التيه " بالمن وهو يشبه العسل، والسلوى وهو من اجود الطيور لحما، تفضلا منا عليكم.. وفي هذا الترتيب غايةُ الحسن، حيث بدأ بتذكيرهم بنعمة الإنجاء، ثم بالنعمة الدينية، ثم بالنعمة الدنيوية
[ كلوا من طيبات ما رزقناكم ] اي وقلنا لكم : كلوا من الحلال اللذيذ الذي انعمت به عليكم
[ ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ] اي لا تحملنكم السعة والعافية على العصيان لأمري، فينزل بكم عذابي
[ ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ] اي ومن ينزل عليه غضبي وعقابي، فقد هلك وشقي
[ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ] اي واني لعظيم المغفرة لمن تاب من الشرك، وحسن ايمانه وعمله، ثم استقام على الهدى والايمان، وفي الآية ترغيب لمن وقع في وهدة العصيان ببيان المخرج كيلا ييأس
[ وما أعجلك عن قومك يا موسى ] أي أي شيء عجل بك عن قومك يا موسى ؟ قال الزمخشرى : كان موسى قد مضى مع النقباء، الذين اختارهم من قومه الى الطور على الموعد المضروب، ثم تقدمهم شوقا الى كلام ربه
[ قال هم أولاء على أثري ] اي قومي قريبون مني لم اتقدمهم الا بشيء يسير، وهم يأتون بعدي
[ وعجلت اليك رب لترضى ] اي وعجلت الى الموضع الذي أمرتني بالمجيء اليه، لتزداد رضى عني يا رب، اعتذر موسى اولا ثم بين السبب في اسراعه قبل قومه، وهو الشوق الى مناجاة الله ابتغاة لرضى الله
[ قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك ] اي ابتليناهم بعبادة العجل، من بعد ذهابك من بينهم