[ فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا ] اي لحقهم فرعون مع جنوده ظلما وعدوانا، وطلبا للاستعلاء بغير حق
[ حتى إذا أدركه الغرق ] أي حتى إذا أحاط به الغرق وايقن بالهلاك
[ قال امنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ] أي قال عندئذ اقررت وصدقت بأنه (لا إله إلا الله ) رب العالمين، الذي آمنت وأقرت به بنو إِسرائيل
[ وأنا من المسلمين ] تأكيد لدعوى الإيمان أي وأنا ممن أسلم نفسه لله، وأخلص في إيمانه، قال ابن عباس : جعل جبريل عليه السلام في فم فرعون الطين مخافة ان تدركه الرحمة
[ ءآلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ] أي آلآن تؤمن حين يئست من الحياة، وقد عصيت الله قبل نزول نقمته بك، وكنت من الغالين في الضلال والإضلال، والصد عن دين الله ؟
[ فاليوم ننجيك ببدنك ] أي فاليوم نخرجك من البحر بجسدك الذي لا روح فيه
[ لتكون لمن خلفك آَية ] أي لتكون عبرة لمن بعدك من الناس، ومن الجبابرة والفراعنة، حتى لا يطغوا مثل طغيانك، قال ابن عباس : إِن بعض بني إِسرائيل شكوا في موت فرعون، فأمر الله البحر أن يلقيه بجسده سويا بلا روح، ليتحققوا موته وهلاكه
[ وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ] أي معرضون عن تأمل آياتنا لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها
[ ولقد بوأنا بني إِسرائيل مبوأ صدق ] أي أنزلنا واسكنا بني إسرائيل بعد إِهلاك أعدائهم منزلا صالحأ مرضيا
[ ورزقناهم من الطيبات ] اي اللذائذ الطيبة النافعة
[ فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ] أي فما اختلفوا في امر الدين إلا من بعد ما جاءهم العلم، وهو (التوراة) التي فيها حكم الله، وهذا ذم لهم، لأن اختلافهم كان بسبب الدين، والدين يجمع ولا يفرق، ويوحد ولا يشتت، وقال الطبري : كانوا قبل ان يبعث محمد (ص) مجمعين على نبوته، والإقرار بمبعثه، فلما جاءهم ما عرفوا كفر به بعضهم، وآمن البعض، فذلك اختلافهم
[ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ] هذا على سبيل الفرض والتقدير : أي إن فرض انك شككت فاسأل، قال ابن عباس : لم يشك النبي (ص) ولم يسأل، وقال الزمخشري : هذا على الفرض والتمثيل كأنه قيل : فان وقع شك مثلا، وخيل لك الشيطان خيالا تقديرا، فسل علماء أهل الكتاب، وفرق عظيم بين قوله [ وإنهم لفي شك منه مريب ] باثبات الشك على سبيل التأكيد والتحقيق، وبين قوله [ فإن كنت في شك ] بمعنى الفرض والتمثيل وقال بعضهم : الخطاب للنبي (ص) والمراد أتباعه
[ فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك ] اي اسأل أهل الكتاب الذين يعرفون التوراة والإنجيل، فان ذلك محقق عندهم كما قصصنا عليك، والغرض دفع الشك عن قصص القرآن
[ لقد جاءك الحق من ربك ] أي جاءك يا محمد البيان الحق، والخبر الصادق، الذي لا يعتريه شك
[ فلا تكونن من الممترين ] أي فلا تكن من الشاكين المرتابين
[ ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله ] أي لا تكذب بشيء من آَيات الله
[ فتكون من الخاسرين ] أي فتصبح ممن خسر دنياه وآخرته، قال البيضاوي : وهذا من باب التهييج والتثبيت وقطع أطماع المشركين عنه وقال القرطبي : الخطاب في هاتين الآيتين للنبي (ص) والمراد غيره
[ إن الذين حقت عليهم كلمة ربك ] أي وجبت عليهم كلمة العذاب بإرادة الله الأزلية
[ لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية ] أي لا يصدقون ولا يؤمنون ابدأ ولو جاءتهم البراهين والمعجزات
[ حتى يروا العذاب الأليم ] أي فحينئذ يؤمنون كما آمن فرعون، ولكن لا ينفعهم الايمان
[ فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها ] أي فهلا كانت قرية واحدة من القرى التي اهلكناها، تابت عن الكفر، وأخلصت الايمان عند معاينة العذاب، فنفعها إيمانها في ذلك الوقت
[ إلا قوم يونس ] أي غير قوم يونس