[ ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث ] اى خلصناه من اهل (قرية سدوم ) الاشرار الفجار، الذين كانوا يعملون الاعمال الخبيثة، كاللواطة وقطع السبيل، وغير ذلك
[ إنهم كانوا قوم سوء فاسقين ] اي كانوا اشرارا خارجين عن طاعة الله
[ وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين ] اى ادخلناه في اهل رحمتنا المؤمنين، لانه من عبادنا الصالحين
[ ونوحا إذ نادى من قبل ] اي واذكر قصة (نوح ) حين دعا على قومه، من قبل هؤلاء الانبياء المذكورين، دعا عليهم بالهلاك حين كذبوه بقوله :[ رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ]
[ فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ] اي استجبنا دعاءه، فأنقذناه ومن معه من المؤمنين - ركاب السفينة - من الطوفان والغرق، الذي كان كربا وغما شديدا يكاد يأخذ بالأنفاس
[ ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا ] اي منعناه من شر قومه المكذبين، فنجيناه واهلكناهم
[ إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين ] اي كانوا منهمكين في الشر والفجور، فاغرقناهم جميعا، ولم نبق منهم احدا
[ وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث ] اى واذكر قصة (داود وسليمان ) حين يحكمان في شأن الزرع
[ إذ نفشت فيه غنم القوم ] اى وقت ان رعت فيه غنم القوم ليلا فأفسدته
[ وكنا لحكمهم شاهدين ] اي كنا مطلعين على حكم كلِ منهما عالمين به
[ ففهمناها سليمان ] اي علمنا وألهمنا سليمان الحكم في القضية
[ وكلا آتينا حكما وعلما ] اى وكلا من داود وسليمان، اعطيناه الحكمة، والعلم الواسع مع (النبوة)، قال المفسرون : تخاصم الى داود رجلان، دخلت غنم احدهما على زرع الآخر بالليل، فأفسدته فلم تبق منه شيئا، فقضى بان يأخذ صاحب الزرع الغنم، فخرج الرجلان على " سليمان " وهو بالباب، فأخبراه بما حكم به ابوه، فدخل عليه فتال : يا نبى الله لو حكمت بغير هذا كان ارفق للجميع قال : وما هو ؟ قال : يأخذ صاحب الغنم الارض، فيصلحها ويبذرها حتى يعود زرعها كما كان، ويأخذ صاحب الزرع الغنم، وينتفع بألبانها وصوفها ونسلها، فإذا خرج الزرع ردت الغنم الى صاحبها، والارض الى ربها، فقال له داود : وفقت يا بنى وقضى بينهما بذلك، فذلك قوله تعالى :[ ففهمناها سليمان ]
[ وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير ] اي جعلنا الجبال والطير تسبح مع داود إذا سبح، قال ابن كثير : وذلك لطيب صوته بتلاوة الزبور، فكان اذا ترنم بها، تقف الطير في الهواء فتجاوبه، وترد عليه الجبال تأويبا وانما قدم ذكر الجبال على الطير، لأن تسخيرها وتسبيحها اعجب واغرب، وادخل في الاعجاز، لأنها جماد
[ وكنا فاعلين ] اي وكنا قادرين على فعل ذلك
[ وعلمناه صنعة لبوس لكم ] اي علمنا داود صنع الدروع، بإلانة الحديد له، قال قتادة : اول من صنع الدروع (داود) عليه السلام وكانت صفائح، فهو اول من سردها وحلقها
[ لتحصنكم من بأسكم ] اي لتقيكم في القتال شر الاعداء
[ فهل أنتم شاكرون ] استفهام يراد به الامر، اي اشكروا الله على ما انعم به عليكم، ولما ذكر تعالى ما خص به نبيه (داود) عليه السلام، ذكر ما خص به ابنه (سليمان ) فقال سبحانه :
[ ولسليمان الريح عاصفة ] اي وسخرنا لسليمان الريح عاصفة اي شديدة الهبوب
[ تجرى بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ] اي تسير بمشيئته وارادته، الى ارض (الشام) المباركة بكثرة الاشجار والانهار والثمار، وكانت مسكنه ومقر ملكه
[ وكنا بكل شيء عالمين ] اي وكنا عالمين بجميع الامور والمصالح، فما اعطيناه تلك المكانة، الا لما نعلمه من الحكمة
[ ومن الشياطين من يغوصون له ] اي وسخرنا لسليمان بعض الشياطين، يغوصون له في الماء ويدخلون اعماق البحار، ليستخرجوا له الجواهر واللآلىء


الصفحة التالية
Icon