[ وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ] قال ابن عباس : اي ممتنع على اهل قرية أهلكناهم، ان يرجعوا بعد الهلاك الى الدنيا مرة ثانية، وفي رواية عنده [ أنهم لا يرجعون ] اي لا يتوبون، قال ابن كثير : والاول اظهر وقال في البحر : المعنى : اي ممتنع على اهل قرية، قدرنا إهلاكهم لكفرهم، رجوعهم في الدنيا الى الايمان الى ان تقوم الساعة، فحينئذ يرجعون
[ حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج ] اي حتى اذا فتح سد يأجوج ومأجوج
[ وهم من كل حدب ينسلون ] اي وهم لكثرتهم من كل مرتفع من الارض ومن كل اكمة وناحية يسرعون النزول، والمراد ان (يأجوج ومأجوج ) لكثرتهم يخرجون من كل طريق للفساد في الارض
[ واقترب الوعد الحق ] اي اقترب وقت القيامة، قال المفسرون : جعل الله خروج يأجوج ومأجوج علما على قرب الساعة، قال ابن مسعود : الساعة من الناس بعد يأجوج ومأجوج كالحامل المتمم - اي التي اتمت شهورها التسعة - لا يدري اهلها متى تفجؤهم بولدها، ليلا او نهارا
[ فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ] الضمير للقصة والشأن، اي فاذا شأن الكافرين ان ابصارهم شاخصة من هول ذلك اليوم، لا تكاد تطرف من الحيرة وشدة الفزع
[ يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا ] اي ويقولون يا ويلنا اي يا حسرتنا وهلاكنا قد كنا في الدنيا في غفلة تامة عن هذا المصير المشئوم واليوم الرهيب
[ بل كنا ظالمين ] اضربوا عن القول السابق، واخبروا بالحقيقة المؤلمة، والمعنى : لم نكن في غفلة حيث ذكرتنا الرسل ونبهتنا الآيات، بل كنا ظالمين لأنفسنا بالتكذيب وعدم الايمان
[ إنكم وما تعبدون من دون الله ] اي انكم ايها المشركون وما تعبدونه من الاوثان والاصنام
[ حصب جهنم ] اي حطب جهنم ووقودها، قال ابو حيان : الحصب ما يحصب به اي يرمى به في نار جهنم، وقبل ان يرمى به لا يطلق عليه حصب الا مجازا
[ أنتم لها واردون ] اي انتم داخلوها مع الاصنام، وانما جمع الله الكفار مع معبوداتهم في النار، لزيادة غمهم وحسرتهم، برؤيتهم الآلهة التي عبدوها معهم في عذاب الجحيم
[ لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها ] اي لو كانت هذه الاصنام التي عبدتموها (آلهة) ما دخلوا جهنم
[ وكل فيها خالدون ] اي العابدون والمعبدون، كلهم في جهنم مخلدون
[ لهم فيها زفير ] اي لهؤلاء الكفرة في النار زفير، وهو صوت النفس الذي يخرج من قلب المغموم، وهو يشبه أنين المحزون والمكلوم
[ وهم فيها لا يسمعون ] اي لا يسمعون في جهنم شيئا، لأنهم يحشرون صما كما قال تعالى :[ ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ] قال القرطبي : وسماع الاشياء فيها روح وأنس، فمنع الله الكفار ذلك في النار وقال ابن مسعود : إذا بقي من يخلد في نار جهنم، جعلوا في توابيت من نار، فيها مسامير من نار فلا يسمعون شيئا، ولا يرى احد منهم انه يعذب في النار غيره، ثم تلا الآية
[ إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ] اي سبقت لهم من الله السعادة
[ أولئك عنها مبعدون ] اي هم عن النار مبعدون، لا يصلون حرها ولا يذوقون عذابها، قال ابن عباس : اولئك اولياء الله، يمرون على الصراط مرا اسرع من البرق، ويبقى الكفار فيها جثيا
[ لا يسمعون حسيسها ] اي لا يسمعون حس النار، ولا حركة لهبها وصوتَها
[ وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون ] اي وهم في الجنة دائمون، لهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين
[ لا يحزنهم الفزع الأكبر ] اي لا تصيبهم اهوال يوم القيامة، لانهم في مأمن منها
[ وتتلقاهم الملائكة ] اي تستقبلهم الملائكة على ابواب الجنة يهنئونهم قائلين :
[ هذا يومكم الذي كنتم توعدون ] اي هذا يوم الكرامة والنعيم، الذي وعدكم الله به، فأبشروا بالهناء والسرور


الصفحة التالية
Icon