[ ثم أخذتها وإلي المصير ] أي ثم أخذتهم بالعذاب بعد طول الإمهال، وإلي المرجع والمآب، قال في البحر : لما كان تعالى قد أمهل قريشاَ حتى استعجلت بالعذاب، ذكر الآية تنبيها على أن السابقين أمهلوا ثم أهلكوا، وأن قريشاَ وإن أملى تعالى لهم وأمهلهم، فإنه لا بد من عذابهم، فلا يفرحوا بتأخير العذاب عنهم
[ قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين ] أي قل يا أيها الرسول لهؤلاء : المستعجلين للعذاب : إنما أنا منذر لكم أخوفكم عذاب الله، وأنذركم أنذارا بينا من غير أن يكون لي دخل في تعجيل العذاب أو تأخيره
[ فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم ] أي فالمؤمنون الصادقون الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح لهم عند ربهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم في جنان النعيم، قال الرازي : بين سبحانه أن من جمع بينهما فالله تعالى يجمع له بين المغفرة والرزق الكريم وقال القرطبي : إذا سمعت الله تعالى يقول :[ ورزق كريم ] فإعلم أنه الجنة
[ والذين سعوا في آياتنا معاجزين ] أي كذبوا بآياتنا وسعوا في إبطالها، مغالبين مشاقين لله ورسوله، يريدون إطفاء نور الله
[ أولئك أصحاب الجحيم ] أي فأولئك هم أصحاب النار، الحارة الموجعة، الشديد عذابها ونكالها، شبههم من حيث الدوام بالصاحب والمالك للشىء، قال الرازي : فإن قيل : أنه عليه السلام بشر المؤمنين أولا، وأنذر الكافرين ثانيا في هذه الآية، فكان القياس أن يقال [ إنما أنا لكم بشير ونذير ]، والجواب : أن الكلام مسوق إلى المشركين، وهم الذين استعجلوا العذاب و[ أيها الناس ] نداء لهم، وإنما ذكر المؤمنين وثوابهم، زيادة لغيظ الكفار وأيذائهم
[ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ] أي وما أرسلنا قبلك يا أيها الرسول رسولا ولا نبيا
[ إلا إذا تمنى ] أي إلا إذا أحب شيئا وهويته نفسه


الصفحة التالية
Icon