[ أخبتوا ] خشعوا وخضعوا والإخباتُ : الذل والخضوع
[ الأصم ] الذي لا يسمع وبه صمم.
سبب النزول :
ذكر القرطبي عن ابن عباس أن " الأَخنس بن شَرِيق " كان رجلا حلو الكلام وحلو المنطق، يلقى رسول آلله، بما يحب، وينطوي له بقلبه على كلُ بغض وسوء، فأنزل الله [ ألا اِنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه... ] الآية.
التفسير :
[ آلر ] إشارة اِلى إِعجاز القرآن، وأنه مركب من أمثال هذه الحروف الهجائية، وعن ابن عباس ان معناه : أنا الله أرى
[ كتاب أُحكمت أياته ] أي هو كتاب جليل القدر، نُظِمت آياته نظما محكما، لا يلحقه تناقض ولا خلل
[ ثم فصلت ] أى بُينت فيه أمور الحلال والحرام، وما يحتاج إِليه العباد في أمور المعاشر والمعاد
[ من لدن حكيم خبير ] أي من عند الله فصلها وبينها الخبير العالم بكيفيات آلأمور، ولذا كانت محكمة أحسن الإحكام ومفصلة أحسن التفصيل
[ ألا تعبدوآ إِلا الله ] أي لئلا تعبدوا إِلا الله
[ اِنني لكم منه نذير وبشير ] أي إِنني مرسل إِليكم من جهته تعالى، أنذركم بعذابه إِن كفرتم، وأبشركم بثوابه إِن آمنتم
[ وأن استغفروا ربكم ثم توبوا اليه ] أي استغفروه من الذنوب، وأخلصوا له التوبة، واستقيموا عليها بالطاعة والإنابة
[ يمتعكم متاعا حسناً ] أي يمتعكم في هذه الدنيا بالمنافع الجليلة من سعة الرزق، ورغَد العيش
[ إِلى أجل مسمى ] أي اِلى وقت محدد هو انتهاء أعماركم
[ ويؤتِ كل ذى فضل فضله ] أي ويعطي كل محسن في عمله جزاء إِحسانه
[ وإن تولوا ] أى وإِن تتولوآ عن الإيمان، وتُعرضوا عن طاعة الرحمن
[ فاِني أخاف عليكم عذاب يوم كبير ] أي أخاف عليكم عذاب يوم آلقيامة، ووصف العذاب بأنه كبير، لما فيه من الأهوال الشديدة
[ إِلى الله مرجعكم ] أي إِليه جل وعلا رجوعكم بعد الموت
[ وهو على كل شىء قدير ] أي قادر على إِماتتكم ثم إِحيائكم وعلى معاقبة من كذب لا يعجزه شىء، وفي الآية تهديد عظيم
[ ألاَ إِنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ] قال ابن عباس : نزلت في الأخنس بن شريق كان يجالس رسول الله (ص) ويحلف أنه يُحبُه ويضمر خلاف ما يظهر وقال القرطبي : أخبر عن معاداة المشركين للنبي (ص) والمؤمنين، يظنون أنه تخفى على آلله أحوالهم والمعنى إنهم يطوون صدورهم على عداوة النبي والمؤمنين، يريدون بذلك أن يستخفوا من الله حتى لا يفتضح أمرهم
[ أَلا حين يستغشون ثيابهم ] أي حين يتغطون بعيابهم
[ يعلم ما يسرون وما يعلنون ] أييعلم تعالى ما يُبطنون وما يُظهرون، وكأن الآية تقول : لا تظنوا ان تغطيتكم وتستركم تحجبكم عن الله، بل الله يعلم سرائركم وظواهركم، لا تخفى عليه خافية من أحوالكم
[ اِنه عليم بذات الصدور ] أي عالم بما في القلوب
[ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ] أي ما من شيء يدبُ على وجه الأرض، من إنسان أو حيوان، إلا تكفل الله برزقه تفضلا منه تعالى وكرما، فكما أن الله هو الخالق كذلك هو الرازق
[ ويعلم مستقرها ومستودعها ] قال ابن عباس : مستقرها حيث تأوي إِليه من الأرض، ومستودعها الموضع الذي تموت فيه فتدفن
[ كل في كتاب مبين ] أي كل من الأرزاق، والأقدار، والأعمار، مسطر في اللوح المحفوظ
[ وهو الذي خلق السمواتِ والأرضَ في ستة أيام ] أي خلقها قي مقدار ستة أيام من أيام الدنيا، وفيه الحث للعباد على التأني في الأمور، فاِن الله القادر على خلق الكائنات بلمح البصر، خلقها في ستة أيام
[ وكان عرشه على الماء ] أى كان العرش قبل خلقهما على الماء، أي ما كان تحته خلق، وفيه دليل على أن العرش والماء كانا مخلوقين قبل السموات والارض "
[ ليبلوكم أيكم أحسن عملأ ] أيخلقهن لحكمة بالغة ليختبركم، فيظهر المحسنُ من المسيء، ويجازيكم حسب أعمالكم