[ ولئن قلتَ اِنكم مبعوثون من بعد الموت ] أي ولئن قلت يا محمد لأولئك المنكرين من كفار مكة : إِنكم ستبعثون بعد موتكم للحساب
[ ليقولن الذين كفروا إِن هذا إِلا سحر مبين ] أي ليقولن الكفار المنكرون للبعث والنور : ما هذا القرآن الا سحر واضح مكشوف
[ ولئن أخرنا عنهم العذاب إِلى أمة معدودة ] أي إِلى مدة من الزمن قليلة
[ ليقولُن ما يحبسه ] أي ليقولُن استهزاء ما يمنعه من النزول ؟
[ ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم ] أي ألا فلينتبهوا فإِنه يوم يأتيهم العذاب ليس مدفوعا عنهم
[ وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون ] أي نزل وأحاط بهم جزاء ما كانوا به يستهزءون
[ ولئن اذقنا الإنسان منا رحمة ] أي أنعمنا على الإنسان بأنواع النعم، من الصحة، والأمن، والرزق، وغيرها من النعم
[ ثم نزعناها منه ] أي ثم سلبنا تلك النعم منه
[ انه ليئوس قنوط ] أي قنوط من رحمة الله، شديد الكفر به
[ ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ] أي ولئن منحنا الإِنسان نعمة من بعد ما نزل به من الضر، وما أصابه من البلاء، كالفقر والمرض والشدة
[ ليقولن ذهب السيئات عني ] أي انقطع الفقر والضيق والمصائب، ولن تصيبني بعد اليوم
[ إِنه لفرح فخور ] أي بطر بالنعمة مغتز بها، متعاظم على الناس بما أُولي، والآيةُ ذم لمن يقنط عند الشدائد، ويبطر عند النعم
[ اِلا الذين صبروا وعملوا الصالحات ] أي هذه عادة الإنسان، إِلا المؤمنين الذين يصبرون على الضراء، ويفعلون الخير في النعماء، فهم في حالتي المحنة والنعمة محسنون
[ أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ] أي أولئك الموصوفون بالصفات الحميدة، لهم مغفرة لذنوبهم، واْجر كبير في الآخرة هو الجنة، قال في آلبحر : ووصف الثواب بأنه كبير، وذلك لما احتوى عليه من النعيم السرمدي، والأمن من العذاب، ورضا الله عنهم، والنظر إِلى وجهه الكريم
[ فلعلك تارك بعض ما يُوحى اِليك ] كان المشركون يقترحون على رسول آلله (ص) آْن يأتيهم بكنز، آو يأتي ومعه ملك، وكانوا يستهزئون بالقرآَن، فقال الله تعالى له : فلعلك يا محمد تارك بعض ما اُنزل اِليك من ربك، فلا تبلغهم إِياه لاستهزائهم
[ وضائق به صدرك ] أي ويضيق صدرك من تبليغهم ما نزل عليك من ربك خشية التكذيب، والغرضُ تحريضُه، على تبليغ الرسالة، وعدم المبالاة بمن عاداه
[ أن يقولوا لولا أُنزل عليه كنزَ ] أي لأجل آن يقولوا هلا آُنزل عليه مال كثير
[ أو جاء معه مَلَك ] أي جاء معه ملك يصدقه كما اقترحنا، قال تعالى محددأ مهمته عليه السلام
[ اِنما أنت نذير ] أي لست محمد إِلا منذر، تخؤف المجرمين من عذاب الله
[ والله على كل شيء وكيل ] أي والله جَل وعلا قائم على شئون العباد يحفظ عليهم أعمالهم
[ أم يقولون افتراه ] أي أيقولون اختلق محمد هذا القرآن، وافتراه من عند نفسه ؟
[ قل فأتوا بعشر سُوَرٍ مثله مفتريات ] أي إِن كان الأمر كذلك، فأتوا بعشر سور مثله في الفصاحة والبلاغة مفتريات، فأنتم عرب فصحاء
[ وادعوا من استطعتم من دون الله ] أي استعينوا بمن شئتم غير الله سبحانه
[ إِن كنتم صادقين ] في أن هذا القرآن مفترى
[ فاِن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أُنزل بعلم الله ] أي فإِن لم يستجب لكم من دعوتموهم للمعاونة، وعجزوا عن ذلك، فاعلموا أيها المشركون إنما أُنزل هذا القرآن بوحي من الله
[ وأن لا إِله اِلا هو ] أي لا رب ولا معبود بحق إِلا آلله الذي أنزل هذا القرآن المعجز
[ فهل أنتم مسلمون ] لفظه استفهام ومعناه أمرَ أي فأسلموا بعد ظهور هذه الحجة القاطعة، إذ لم يبق لكم عذر مانع من ذلك، قال في التسهيل : الاستفهام معناه استدعاء إِلى الإِسلام، وإلزام للكفاَر أن يسلموا، حين قام الدليل على صحة الإسلام، لعجزهم عن الإتيان بمثل القرآن


الصفحة التالية
Icon