[ من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ] أي من كان يقصد بأعماله الصالحة نعيم الدنيا فقط، لأنه لا يعتقد بالآخرة
[ نوف إِليهم أعمالهم فيها ] آي نوف إِليهم أجور أعمالهم بما يحبون فيها، من ألصحة، والأمن، والرزق
[ وهم فيها لا يبخسون ] أي وهم في الدنيا لا يُنقصون شيئأ من اجورهم، قال قتادة : من كانت الدنيا همه ونيته، جازاه الله بحسناته فى الدنيا، ثم يُفضي إِلى الآخرة، وليس له حسنة يُعطى بها، وأما المؤمن فيُجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة
[ أولنك الذين ليس لهم في الآخرة إِلا النار ] أي هؤلاء الذين هدفهم الدنيا، ليس لهم في الآخرة إِلا نار جهنم وعذابها المخلد
[ وحبط ما صنعوآ فيها ] أي بطل ما صنعوه من الأعمال الصالحة لأنهم قد استوفوا في الدنيا جزاءها
[ وباطل ما كانوا بعملون ] تأكيد لما سبق أي باطل ما كانوآ يعملون في الدنيا من الخيرات
[ أفمن كان على بينة من ربه ] أي افمن كان على نور واضح، وبرهان ساطع من آلله تعالى، وهو النبى (ص) والمؤمنون، وجوابه محذوف، أي كمن كان يريد آلحياة الدنيا ؟ يريد أن بينهما تفاوتا كبيرا، وتباينا بعيداً، فلا يستوي من أراد الله، ومن آراد الدنيا وزينتها
[ ويتلوه شاهد منه ] أي ويتبعه شاهد من الله بصدقه، قال ابن عباس : هو جبريل عليه السلام
[ ومن قبله كتابُ موسى إِماما ورحمة ] أي ومن قبل القرآن الكريم، كتابُ التوراة الذي أنزله الله على موسى، قدوة في الخير، ورحمة لمن نزل عليهم
[ أولئك يؤمنون به ] أي أولئك الموصوفون بأنهم على نور من ربهم يصدقون بالقرآن حق التصديق
[ ومن يكفر به من الأحزاب فالنارُ موعده ] أي ومن يكفر بالقرآن، من أهل الملل والأديان، فله نار جهنم يدخلها لا محالة
[ فلا تكُ في مريةٍ منه ] أي فلا تكن في شك من هذا القرآن
[ إِنه الحق من ربك ] أي إِنه الحق الثابت المنزل من عند الله
[ ولكن أكثرهم الناس لا يؤمنون ] أي لا يصدقون أنه تنزيل رب العالمين
[ ومن أظلم ممن أفترى على الله كذبا ] أي لا احد أطغى ولا اظلم ممن اختلق الكذب على الله، بنسبة الشريك والولد إليه
[ أولئك يعرضون على ربهم ] أي يُعرضون يوم القيامة في جملة الخلق على خالقهم ومالكهم
[ وبقول آلأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ] أي ويقول الخلائق والملائكة الذين يشهدون على آعمالهم : هؤلاء الذين كذبوا على الله، والغرضُ فضيحتهم في الدار الآخرة على رءوس الأشهاد، والتشهيرُ بهم خزياً ونكالا
[ ألا لعنةُ آلله على الظالمين ] لظلمهم وافترائهم على الله، واللعنةُ : الطرد من رحمة الله
[ الذين يصدون عن سبيل الله ] أي يمنعون الناس عن اتًباع الحق، وسلوك سبيل الهدى الموصل إلى الله
[ ويبغونها عوجا ] أي ويريدون ان تكون السبيل معوجة أي يبغون أن يكون دين الله معوجاً على حسب أهوائهم
[ وهم بالآخرة هم كافرون ] أي جاحدون بالآخرة، منكرون للبعث والنشور
[ أولئك لم يكونوآ معجزين في الأرض ] أي ليسوا مفلتين من عذاب آلله وِان أمهلهم
[ وما كان لهم من دون الله من أولياء ] أي ليس لهم من يتولاهم أو يمنعهم من عذاب الله
[ يضاعف لهم العذاب ] جملة مستأنفة أي يضاعف عليهم العذابُ، بسبب إِجرامهم وطغيانهم
[ ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ] أي سبب تشديد آلعذاب ومضاعفته عليهم، آن الله جعل لهم سمعا وبصرا، ولكنهم كانوا صُما عن سماع الحق، عميا عن اتباعه، فلم ينتفعوا بما منحهم الله من حواس
[ أولئك الذين خسروا أنفسهم ] أي خسروا سعادة الدنيا. والآخرة، وخسروا راحة أنفسهم، لدخولهم نار جهنم
[ وضل عنهم ما كانوا يفترون ] أي وغاب عنهم ما كانوا يزعمونه من شفاعة الآَلهة


الصفحة التالية
Icon