[ ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ] أي ولا يضربن بأرجلهن الأرض، لئلا يسمع الرجال صوت الخلخال، فيطمع الذي في قلبه مرض، قال ابن عباس : كانت المرأة تمر بالناس وتضرب برجلها ليسمع صوت خلخالها، فنهى الله تعالى عن ذلك لأنه من عمل الشيطان
[ وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون ] أي ارجعوا أيها المؤمنون إلى ربكم بإمتثال الطاعات، والكف عن الشهوات، لتنالوا رضاه وتفوزوا بسعادة الدارين
[ وأنكحوا الأيامى منكم ] أي زوجوا أيها المؤمنون من لا زوج له من الرجال والنساء، من أحرار رجالكم ونسائكم، قال الطبرى : الأيامي جمع أيم، يوصف به الذكر والأنثى يقال : رجل أيم، وامرأة أيمة، إذا لم يكن لها زوج
[ والصالحين من عبادكم وإمائكم ] أي وأنكحوا كذلك أهل التقى والصلاح، من عبيدكم وجواريكم، قال البيضاوي : وتخصيص الصالحين لأن إحصان دينهم والإهتمام بشأنهم أهم، وفيه إشارة إلى مكانة التقى والصلاح في الإنسان
[ إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ] أي إن يكن هؤلاء الذين تزوجونهم، أهل فاقة وفقر، فلا يمنعكم فقرهم من إنكاحهم، ففى فضل الله ما يغنيهم
[ والله واسع عليم ] أي واسع الفضل، جواد كريم، يعطي الرزق من يشاء، وهو عليم بمصالح العباد، قال القرطبي : وهذا وعد بالغنى للمتزوجين طلبا لرضى الله، واعتصاما من معاصيه وقال ابن مسعود : التمسوا الغنى في النكاح وتلا هذه الآية وفي الحديث الشريف :(ثلاثة حق على الله عونهم : الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله )
[ وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا ] أي وليجتهد في العفة وقمع الشهوة، الذين لا تتيسر لهم سبل الزواج لأسباب مادية
[ حتى يغنيهم الله من فضله ] أي حتى يوسع الله عليهم، ويسهل لهم أمر الزواج، فإن العبد إذا اتقى الله، جعل الله له من أمره فرجا ومخرجا
[ والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم ] أي والذين يريدون أن يتحرروا من (رق العبودية) بمكاتبة أسيادهم من العبيد والأرقاء
[ فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ] أي فكاتبوهم على قدر من المال، إن عرفتم منهم الأمانة والديانة، ليصيروا أحرارا
[ وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ] أي أعطوهم مما أعطاكم الله من الرزق ليكون لهم عونا على فكاك أنفسهم
[ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ] أي لا تجبروا إماءكم على الزنى
[ إن أردن تحصنا ] أي إن أردن التعفف عن مقارفة الفاحشة، وليس هذا للقيد أو الشرط، وإنما هو لبيان فظاعة الأمر وشناعته، فالأصل في المملوكة ان يحصنها سيدها، أما أن يأمرها بالزنى وتمتنع وتريد العفة، فذلك منتهى الخسة والدناءة منه، قال المفسرون : نزلت في (عبد الله بن سلول ) المنافق كان له جاريتان إحداهما تسمى " مسيكة " والثانية تسمى " أميمة " فكان يأمرهما بالزنى للكسب، ويضربهما على ذلك، فشكتا ذلك إلى رسول الله، فنزلت الآية
[ لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ] أي لأجل أن تنالوا حطام هذه الحياة الزائل، وتحصلوا على المال بطريق الفاحشة والرذيلة
[ ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ] أي ومن يجبرهن على الزنى فإن الله غفور لهن، رحيم بهن، لا يؤاخذهن بالزنى، لأنهن أكرهن عليه، وسينتقم ممن أكرههن أشد انتقام
[ ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ] أي والله لقد أنزلنا إليكم أيها المؤمنون آيات واضحات، وأحكاما مفصلات
[ ومثلا من الذين خلوا من قبلكم ] وضربنا لكم الأمثال بمن سبقكم من الأمم، لتتعظوا وتعتبروا
[ وموعظة للمتقين ] أي وعظة وذكرى للمتقين، الذين يخافون عذاب الله !
البلاغة :
تضمنت الآيات الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :


الصفحة التالية
Icon