[ ومن كفر بعد ذلك ] أي فمن جحد شكر هذه النعم
[ فأولئك هم الفاسقون ] هم الخارجون عن طاعة الله، العاصون أمر الله، قال ابو العالية : أي من كفر بهذه النعمة وليس يعني الكفر بالله، قال الطبري : وهو أشبه بتأويل الآية لأن الله وعد الإنعام على هذه الأمة بما أخبر في هذه الآية بأنه منعم به عليهم ثم قال :[ ومن كفر ] أي كفر هذه النعمة [ فأولئك هم الفاسقون ]
[ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ] أي أقيموا أيها المؤمنون الصلاة، وأدوا الزكاة على الوجه الأكمل الذي يرضي الله
[ وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ] أي أطيعوا الرسول في سائر ما أمركم به رجاء الرحمة
[ لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ] تسلية للنبي (ص) ووعد له بالنصرة، أي لا تظنن يا محمد الكافرين الذين عاندوك وكذبوك، معجزين لله في هذه الحياة، بل الله قادر عليهم في كل حين وآن
[ ومأواهم النار ] أي مرجعهم نار جهنم
[ ولبئس المصير ] أي بئس المرجع والمآل الذي يصيرون إليه
[ يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ] أي يا أيها المؤمنون الذين صدقوا الله ورسوله، وأيقنوا بشريعة الإسلام نظاما وحكما ومنهاجا، ليستأذنكم في الدخول عليكم العبيد والإماء الذين تملكونهم ملك اليمين
[ والذين لم يبلغوا الحلم منكم ] أي والأطفال الذين لم يبلغوا مبلغ الرجال الأحرار ليستأذنوا أيضا
[ ثلاث مرات ] أي في ثلاثة أوقات
[ من قبل صلاة الفجر ] أي في الليل وقت نومكم وخلودكم إلى الراحة
[ وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ] أي وقت الظهر حين تخلعون ثيابكم للقيلولة
[ ومن بعد صلاة العشاء ] أي ووقت إرادتكم النوم وإستعدادكم له
[ ثلاث عورات لكم ] أي هي ثلاثة أوقات يختل فيها تستركم، العورات فيها بادية، والتكشف فيها غالب، فعلموا عبيدكم وخدمكم وصبيانكم، ألا يدخلوا عليكم في هذه الأوقات إلا بعد الإستئذان
[ ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ] أي ليس عليكم ولا على المماليك والصبيان حرج في الدخول عليكم بغير استئذان بعد هذه الأوقات الثلاثة
[ طوافون عليكم بعضكم على بعض ] أي لأنهم خدمكم يطوفون عليكم للخدمة، يمضون ويجيئون ويدخلون عليكم في المنازل، غدوة وعشية بغير إذن إلا في تلك الأوقات
[ كذلك يبين الله لكم الآيات ] أي مثل ذلك التوضيح والبيان، يبين الله لكم الأحكام الشرعية لتتأدبوا بها
[ والله عليم حكيم ] أي عالم بأمور خلقه، حكيم في تدبيره لهم
[ وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم ] أي وإذا بلغ هؤلاء الأطفال الصغار مبلغ الرجال، وأصبحوا في سن التكليف
[ فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم ] أي فعلموهم الأدب السامي، أن يستأذنوا في كل الأوقات، كما يستأذن الرجال البالغون
[ كذلك يبين الله لكم آياته ] أي يفصل لكم أمور الشريعة والدين
[ والله عليم حكيم ] أي عليم بخلقه حكيم فى تشريعه، قال البيضاوي : كرره تأكيدا ومبالغة في الأمر بالإستئذان
[ والقواعد من النساء ] أي والنساء العجائز اللواتي قعدن عن التصرف، وطلب الزواج لكبر سنهن
[ اللاتي لا يرجون نكاحا ] أي لا يطمعن في الزواج ولا يرغبن فيه، لإنعدام دوافع الشهوة فيهن
[ فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن ] أي لا حرج ولا إثم عليهن في أن يضعن بعض ثيابهن، كالرداء والجلباب، ويظهرن أمام الرجال بملابسهن المعتادة التي لا تلفت إنتباها، ولا تثير شهوة
[ غير متبرجات بزينة ] أي غير متظاهرات بالزينة لينظر إليهن، قال ابو حيان : وحقيقة التبرج إظهار ما يجب إخفاؤه، ورب عجوز شمطاء يبدو منها الحرص على أن يظهر بها جمال
[ وأن يستعففن خير لهن ] أي وأن يستترن بإرتداء الجلباب ولبس الثياب، كما تلبسه الشابات من النساء، مبالغة في التستر والتعفف، خير لهن وأكرم، وأزكى عند الله وأطهر


الصفحة التالية
Icon