سورة الشعراء
مكية وآياتها سبع وعشرون ومائتان آيه
بين يدي السورة
* سورة الشعراء قد عالجت أصول الدين من (التوحيد، والرسالة، والبعث ) شأنها شأن سائر السور المكية، التي تهتم بجانب العقيدة وأصول الإيمان.
* ابتدأت السورة الكريمة بموضوع القرآن العظيم، الذي أنزله الله هداية للخلق، وبلسما شافيا لأمراض الإنسانية، وذكرت موقف المشركين منه، فقد كذبوا به مع وضوح آياته، وسطوع براهينه، وطلبوا معجزة أخرى غير القرآن الكريم عنادا واستكبارا [ إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين.. ] الآيات
* ثم تحدثت السورة عن طائفة من الرسل الكرام، الذين بعثهم الله لهداية البشرية، فبدأت بقصة الكليم (موسى) مع فرعون الطاغية الجبار، وما جرى من المحاورة والمداورة بينهما في شأن الإله جل وعلا، وما أيد الله به موسى من الحجة الدامغة التي تقصم ظهر الباطل، وقد ذكرت في القصة حلقات جديدة، إنتهت ببيان العظة والعبرة من الفارق الهائل، بين الإيمان والطغيان [ وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون الظالمين ] ؟ الآيات.
* ثم تناولت قصة الخليل (إبراهيم ) عليه السلام، وموقفه من قومه وأبيه في عبادتهم للأوثان والأصنام، وقد أظهر لهم بقوة حجته، ونصاعة بيانه، بطلان ما هم عليه من عبادة ما لا يسمع ولا ينفع، وأقام لهم الأدلة القاطعة على وحدانية رب العالمين، الذي بيده النفع والضر، والإحياء والإماتة [ وأتل عليهم نبأ إبراهيم. إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ] ؟الآيات.
* ثم تحدثت السورة عن المتقين والغاوين، والسعداء والأشقياء، ومصير كل من الفريقين يوم الدين [ وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين.. ] الآيات.
* وبعد أن تابعت السورة في ذكر قصص الأنبياء (نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب ) عليهم الصلاة والسلام، وبينت سنة الله في معاملة المكذبين لرسله، عادت للتنويه بشأن الكتاب العزيز، تفخيما لشأنه، وبيانا لمصدره [ وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ].
* ثم ختمت السورة بالرد على إفتراء المشركين، في زعمهم أن القرآن من تنزل الشياطين، [ وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون ] ليتناسق البدء مع الختام، في أروع تناسق وإلتئام ! التسميه : سميت (سورة الشعراء) لأن الله تعالى ذكر فيها أخبار الشعراء، وذلك للرد على المشركين في زعمهم أن محمدا كان شاعرا، وأن ما جاء به من قبيل الشعر، فرد الله عليهم ذلك الكذب والبهتان بقوله سبحانه :[ والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون ] ؟ وبذلك ظهر الحق وبان.
اللغه :
[ باخع ] مهلك وقاتل، وأصل البخع : أن يبلغ بالمذبوح البخاع وهو الخرم النافذ في ثقب الفقرات وهو أقصى حد الذبح
[ فعلتك ] الفعلة بفتح الفاء المرة من الفعل
[ تلقف ] تبتلع
[ يأفكون ] من الإفك وهو الكذب
[ لا ضير ] لا ضرر، والضر والضير بمعنى واحد، قال الجوهري : ضاره يضوره، ضيرا أي ضره، قال الشاعر : فإنك لا يضورك بعد حول أظبي كان أمك أم حمار
[ منقلبون ] راجعون
[ من خلاف ] أي يخالف بين الأعضاء فيقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى.
التفسير :
[ طسم ] إشارة إلى إعجاز القرآن الكريم وإنه مركب من أمثال هذه الحروف الهجائية
[ تلك آيات الكتاب المبين ] أي هذه آيات القرآن الواضح الجلي، الظاهر إعجازه لمن تأمله
[ لعلك باخغ نفسك ألا يكونوا مؤمنين ] أي لعلك يا محمد مهلك نفسك، لعدم إيمان هؤلاء الكفار، وهي تسلية للرسول(ص)، حتى لا يحزن، ولا يتأثر على عدم إيمانهم


الصفحة التالية
Icon