١ - الكناية اللطيفة [ فظلت أعناقهم لها خاضعين ] كنى به عن الذل والهوان، الذي يلحقهم بعد العز والكبرياء.
٢ - الوعيد والتهديد [ فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون ].
٣ - التوبيخ [ أولم يروا إلى الأرض ] الإستفهام للتوبيخ على تركهم النظر بعين الإعتبار.
٤ - المقابلة اللطيفة بين [ ويضيق صدري ] وبين [ ولا ينطلق لساني ].
٥ - جناس الإشتقاق بين [ رسول.. وأرسل ].
٦ - الجناس الناقص [ وفعلت فعلتك ] فقد اتفقت الحروف بين [ فعلت ] وبين [ فعلة ] وإختلف الشكل، فأصبح جناسا غير تام.
٧ - الإيجاز بالحذف [ قال ألم نربك فينا وليدا ] دل على هذا الحذف السياق تقديره فأتيا فرعون فقالا له ذلك فقال لموسى :[ ألم نربك ] وكذلك هناك إيجاز في [ فأرسل إلى هارون ] وأصله أرسل جبريل إلى هارون، واجعله نبيا وآزرني به، واشدد به عضدي، فأحسن في الإختصار غاية الإحسان.
٨ - صيغة التعجب [ ألا تستمعون ] ؟.
٩ - التأكيد بإن واللام، لأن السامع متشكك ومتردد [ إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ] ومثله قول السحرة في بدء المناظرة [ إنا لنحن الغالبون ] وهذا من خصائص علم البيان.
١٠ - الطباق بين [ المشرق.. والمغرب ] ثم توافق الفواصل وهو من السجع البديع.
لطيفة :
إن قيل كيف قال موسى في بدء مناظرته لفرعون وقومه
[ إن كنتم موقنين ] ثم قال آخرا :
[ إن كنتم تعقلون ] فالجواب إنه تلطف ولاين أولا، طمعا في إيمانهم، فلما رأى منهم العناد والمغالطة، وبخهم بقوله :
[ إن كنتم تعقلون ] وجعل ذلك في مقابلة قول فرعون :
[ إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ] فسلك موسى طريق الحكمة مع الطاغية الجبار
قال الله تعالى :[ وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي.. ] إلى قوله [ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ]. من آية (٥٢) إلى نهاية آية (١٠٤ ).
المناسبة :
ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه السورة سبع قصص : أولها قصة موسى وهارون، وثانيها قصة إبراهيم، وثالثها قصة نوح، ورابعها قصة هود، وخامسها قصة صالح، وسادسها قصة لوط، وسابعها قصة شعيب، وكل تلك القصص لتسلية الرسول(ص) عما يلقاه من أذى المشركين، ولتكون عبرة للمعتبرين، ولا تزال الآيات تتحدث عن قصة موسى عليه السلام.
اللغة :
[ أسر ] من الإسراء وهو السير ليلا، فلا يقال لمن سار نهارا أسرى وإنما هو خاص بالليل
[ شرذمة ] الشرذمة : الجمع القليل والجمع شراذم، قال الجوهري : الشرذمة الطائفة من الناس، والقطعة من الشيء، وثوب شراذم أي قطع
[ أزلفنا ] قربنا ومنه
[ وأزلفت الجنة للمتقين ] أي قربت، قال الشاعر : وكل يوم مضى أو ليلة سلفت فيها النفوس إلى الآجال تزدلف
[ فكبكبوا ] كبكب الشيء : قلب بعضه على بعض، وهو مضاعف من كب وهذا قول الجمهور مثل صر، وصرصر، وقال الزمخشري : الكبكبة : تكرير الكب جعل التكرير في اللفظ دليلا على التكرير في المعنى كأنه إذا ألقى في جهنم ينكب مرة بعد مرة حتى يستقر في قعرها
[ حميم ] الحميم : الصديق الخالص الذي يهمه ما أهمك
[ كرة ] الكرة : العودة والرجوع مرة أخرى.
التفسير :
[ وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي ] أي أمرنا موسى بطريق الوحي أن يسير ليلا إلى جهة البحر ببنى إسرائيل، قال القرطبي : أمر الله موسى أن يخرج ببني إسرائيل ليلا، وسماهم عباده لأنهم آمنوا بموسى
[ إنكم متبعون ] أي يتبعكم فرعون وقومه، ليردوكم إلى أرض مصر ويقتلوكم
[ فأرسل فرعون في المدائن حاشرين ] أي أرسل فرعون في طلبهم حين أخبر بمسيرهم، وأمر أن يجمع له الجيش من كل المدن، قائلا لهم :
[ إن هؤلاء لشرذمة قليلون ] أي طائفة قليلة، قال الطبري : كان بنو إسرائيل ستمائة وسبعين ألفا ولكنه قللهم بالنسبة إلى كثرة جيشه


الصفحة التالية
Icon