٣ - الإستعارة اللطيفة [ فافتح بيني وبينهم فتحا ] أي احكم بيننا وبينهم بحكمك العادل، استعار الفتاح للحاكم، والفتح للحكم، لأنه يفتح المنغلق من الأمر، ففيه استعارة تبعية
٤ - الطباق بين [ يفسدون.. ويصلحون ].
٥ - الجناس غير التام [ قال.. القالين ] الأول من القول، والثاني من قلى إذا أبغض.
٦ - الإطناب [ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ] لأن وفاء الكيل هو في نفسه نهي عن الخسران، وفائدته زيادة التحذير من العدوان.
٧ - المبالغة [ إنما أنت من المسحرين ] والمسحر مبالغة عن المسحور.
٨ - توافق الفواصل مراعاة لرءوس الآيات مثل [ يفسدون، يصلحون، الأرذلون ].
قال الله تعالى :[ وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين.. ] إلى قوله [ وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون ]. من آية (١٩٢) إلى آية (٢٢٧) نهاية السورة الكريمة.
المناسبه :
لما ذكر تعالى قصص الأنبياء لرسوله (ص)، اتبعه بذكر ما يدل على نبوته من تنزيل هذا القرآن المعجز، على قلب خاتم الأنبياء والمرسلين، ليكون برهانا ساطعا على صدق رسالته (ص).
اللغة :
[ زبر ] الزبر : الكتب جمع زبور كرسول ورسل
[ الأعجمين ] جمع أعجمى وهو الذي لا يحسن العربية، يقال : رجل أعجمي إذا كان غير فصيح وإن كان عربيا، ورجل عجمي أي غير عربي وإن كان فصيح اللسان
[ بغتة ] فجأة
[ منظرون ] مؤخرون وممهلون يقال : أنظره أي أمهله
[ أفاك ] كذاب
[ منقلب ] مصير.
التفسير :
[ وإنه لتنزيل رب العالمين ] أي وإن هذا القرآن المعجز لتنزيل رب الأرباب
[ نزل به الروح الأمين ] أي نزل به أمين السماء (جبريل ) عليه السلام
[ على قلبك لتكون من المنذرين ] أي أنزله على قلبك يا محمد لتحفظه، وتنذر بآياته المكذبين
[ بلسان عربى مبين ] أي بلسان عربي فصيح هو لسان قريش، لئلا يبقى لهم عذر فيقولوا : ما فائدة كلام لا نفهمه ؟ قال ابن كثير : أنزلناه باللسان العربي الفصيح، الكامل الشامل، ليكون بينا واضحا، قاطعا للعذر، مقيما للحجة، دليلا إلى المحجة
[ وإنه لفي زبر الأولين ] أي وإن ذكر القرآن وخبره، لموجود في كتب الأنبياء السابقين
[ أولم يكن لهم آيه ] الإستفهام للتوبيخ والتقريع، أي أولم يكن لكفار مكة علامة على صحة القرآن
[ إن يعلمه علماء بني إسرائيل ] أي إن يعلم ذلك علماء بني إسرائيل، الذين يجدون ذكر هذا القرآن في كتبهم، كعبد الله بن سلام وأمثاله
[ ولو نزلناه على بعض الأعجمين ] أي لو نزلنا هذا القرآن، بنظمه الرائق المعجز، على بعض الأعجمين، الذين لا يقدرون على التكلم بالعربية
[ فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين ] أي فقرأه على كفار مكة قراءة صحيحة فصيحة، وانضم إعجاز القراءة إلى إعجاز المقروء، ما آمنوا بالقرآن لفرط عنادهم واستكبارهم
[ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ] أي كذلك أدخلنا القرآن في قلوب المجرمين، فسمعوه وفهموه، وعرفوا فصاحته وبلاغته، وتحققوا من إعجازه ثم لم يؤمنوا به وجحدوه
[ لا يؤمنون به ] أي لا يصدقون بالقرآن مع ظهور إعجازه
[ حتى يروا العذاب الأليم ] أي حتى يشاهدوا عذاب الله المؤلم فيؤمنوا حيث لا ينفع الإيمان
[ فيأتيهم بغتة ] أي فيأتيهم عذاب الله فجأة
[ وهم لا يشعرون ] أي وهم لا يعلمون بمجيئه ولا يدرون
[ فيقولوا هل نحن منظرون ] أي فيتولوا حين يفاجأهم العذاب - تحسرا على ما فاتهم من الإيمان وتمنيا للإمهال - هل نحن مؤخرون لنؤمن ونصدق
[ أفبعذابنا يستعجلون ] إنكار وتوبيخ أي كيف يستعجل العذاب هؤلاء المشركون ؟ ويقولون :[ أئتنا بعذاب أليم ] ؟ وحالهم عند نزول العذاب أنهم يطلبون الإمهال والنظرة ؟
[ أفرأيت إن متعناهم سنين ] أي أخبرني يا محمد إن متعناهم سنين طويلة، مع وفور الصحة، ورغد العيش


الصفحة التالية
Icon