قال بعض العلماء هذه الآية [ قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم.. ] من عجائب القرآن لأنها بلفظة " يا " نادت " أيها " نبهت " النمل " عينت " ادخلوا " أمرت " مساكنكم " نصت " لا يحطمنكم " حذرت " سليمان " خصت " وجنوده " عمت " وهم لا يشعرون " اعتذرت فيا لها من نملة ذكية!!.
قال الله تعالى :[ وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد.. ] إلى قوله [ وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ]. من آية ( ٢٠) إلى نهاية آية (٤٤ ).
المناسبة :
لا تزال الآيات تتحدث عن " سليمان بن داود " الذي جمع الله له بين (النبوة) و(الملك ) فكان نبيا ملكا، وسخر له الإنس والجن، وعلمه منطق الطير، وتذكر الآيات هنا قصته مع (بلقيس ) ملكة سبأ، وما كان من الأمور العجيبة التي حدثت في زمانه.
اللغة :
[ تفقد ] التفقد : البحث وطلب ما غاب عن الإنسان
[ الخبء ] : الشئ المخبوء من خبأت الشئ أخبوه خبأ إذا سترته
[ صاغرون ] أذلاء مهانون من الصغار وهو الذل
[ عفريت ] العفريت : القوي المارد من الشياطين ومن الإنس والخبيث الماكر
[ الصرح ] القصر، وكل بناء عال مرتفع يسمى صرحا ومنه قول فرعون :" يا هامان ابن لي صرحا "
[ ممرد ] الممرد : المملس، والأمرد الذي لم تخرج لحيته بعد إدراكه، وشجرة مرداء : لا ورق عليها
[ قوارير ] جمع قارورة وهي الزجاجة.
التفسير :
[ وتفقد الطير ] أي بحث سليمان وفتش عن جماعة الطير
[ فقال ما لي لا أرى الهدهد ] أي لم لا أرى الهدهد ههنا ؟ قال المفسرون : كانت الطير تصحبه في سفره، وتظله بأجنحتها، فلما فصل سليمان عن وادي النمل ونزل في قفر من الأرض، عطش الجيش فسألوه الماء، وكان الهدهد يدله على الماء، فإذا قال : ههنا الماء شقت الشياطين وفجرت العيون، فطلبه في ذلك اليوم فلم يجده، فقال : ما لي لا أراه ؟
[ أم كان من الغائبين ] أم منقطعة بمعنى " بل " أي بل هو غائب، ذهب دون إذن مني
[ لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين ] أي لأعاقبنه عقابا أليما بالسجن، أو نتف الريش أو الذبح، أو ليأتيني بحجة واضحة تبين عذره
[ فمكث غير بعيد ] أي فأقام الهدهد زمانا يسيرا، ثم جاء إلى سليمان
[ فقال أحطت بما لم تحط به ] أي اطلعت على ما لم تطلع عليه، وعرفت ما لم تعرفه
[ وجئتك من سبأ بنبأ يقين ] أي وأتيتك من مدينة سبأ - باليمن - بخبر هام، وأمر صادق خطير
[ إني وجدت إمرأة تملكهم ] أي من عجائب ما رأيت أن إمرأة - تسمى بلقيس - هى ملكة لهم، وهم يدينون بالطاعة لها (( وجه العجب أن الملوك عادة من الرجال وأن النساء لا يصلحن لإدارة الممالك ويؤيده حديث :(لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) رواه البخاري ))
[ وأوتيت من كل شيء ] أي وأعطيت من كل شيء من الأشياء، التي يحتاج إليها الملوك من أسباب الدنيا : من سعة المال، وكثرة الرجال، ووفرة السلاح والعتاد
[ ولها عرش عظيم ] أي ولها سرير كبير مكلل بالدر والياقوت، قال قتادة : كان عرشها من ذهب، قوائمه من جوهر، مكلل باللؤلؤ، قال الطبرى : وعنى بالعظيم في هذا الموضع العظيم في قدره وخطره، لا عظمه في الكبر والسعة، ولهذا قال ابن عباس :[ عرش عظيم ] أي سرير كريم حسن الصنعة، وعرشها سرير من ذهب، قوائمه من جوهر ولؤلؤ، ثم أخذ يحدثه عما هو أعظم وأخطر، فقال :
[ وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ] أي وجدتهم جميعا مجوسا يعبدون الشمس ويتركون عبادة الواحد الأحد
[ وزين لهم الشيطان أعمالهم ] أي حسن لهم إبليس عبادتهم الشمس وسجودهم لها من دون الله
[ فصدهم عن السبيل ] أي منعهم بسبب هذا الضلال عن طريق الحق والصواب
[ فهم لا يهتدون ] أي فهم بسبب إغواء الشيطان، لا يهتدون إلى الله وتوحيده، ثم قال الهدهد متعجبا


الصفحة التالية
Icon