[ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ] أي فتأمل وتفكر في عاقبة أمرهم ونتيجة كيدهم، كيف أنا أهكلناهم أجمعين، وكان مآلهم الخراب والدمار!
[ فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ] أي فتلك مساكنهم ودورهم خالية، بسبب ظلمهم وكفرهم، لأن أهلها هلكوا
[ إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ] أي إن في هذا التدمير العجيب لعبرة عظيمة، لقوم يعلمون قدرة الله فيتعظون
[ وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ] أي وأنجينا من العذاب المؤمنين المتقين، الذين آمنوا مع صالح
[ ولوطا إذ قال لقومه ] أي واذكر رسولنا " لوطا " حين قال لقومه أهل سدوم
[ أتأتون الفاحشة ] أي أتفعلون الفعلة القبيحة الشنيعة وهي اللواطة
[ وأنتم تبصرون ] أي وأنتم تعلمون علما قاطعا بينا أنها فاحشة ؟ وأنها عمل قبيح ؟
[ ائنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء ] تكرير للتوبيخ أي ائنكم أيها القوم لفرط سفهكم تشتهون الرجال وتتركون النساء ؟ ويكتفي منكم الرجال بالرجال بطريق الفاحشة القبيحة
[ بل أنتم قوم تجهلون ] أي بل أنتم قوم سفهاء ماجنون، ولذلك تفضلون العمل الشنيع على ما أباح الله لكم من النساء
[ فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم ] أي فما كان جواب أولئك المجرمين، إلا أن قالوا أخرجوا لوطا وأهله من بلدتكم
[ إنهم أناس يتطهرون ] أي إنهم قوم يتنزهون عن القاذورات ويعدون فعلنا قذرا، وهو تعليل لوجوب الطرد والإخراج، قال قتادة : عابوهم والله بغير عيب بأنهم يتطهرون من أعمال السوء، وقال ابن عباس : هو استهزاء يستهزئون بهم بأنهم يتطهرون عن أدبار الرجال
[ فأنجيناه وأهله إلا امرأته ] أي فخلصناه هو وأهله من العذاب الواقع بالقوم إلا زوجته
[ قدرناها من الغابرين ] أي جعلناها بقضائنا وتقديرنا من المهلكين الباقين في العذاب
[ وأمطرنا عليهم مطرا ] أي أنزلنا عليهم حجارة من السماء كالمطر فأهلكتهم
[ فساء مطر المنذرين ] أي بئس هذا العذاب الذي أمطروا به وهو " الحجارة " من سجيل منضود.. ولما ذكر تعالى قصص الأنبياء أتبعه بذكر دلائل القدرة والوحدانية فقال سبحانه :
[ قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ] أي قل يا أيها الرسول : الحمد لله على إفضاله وإنعامه وسلام على عباده المرسلين، الذين اصطفاهم لرسالته واختارهم لتبليغ دعوته، قال الزمخشري : أمر الله رسوله أن يتلو هذه الآيات، الدالة على وحدانيته، الناطقة بالبراهين على قدرته وحكمته، وأن يستفتح بتحميده والسلام على أنبيائه، وفيه تعليم حسن، وتوقيف على أدب جميل، وهو حمد الله والصلاة على رسله، ولقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابرا عن كابر هذا الأدب، فحمدوا الله وصلوا على رسوله، أمام كل علم، وقبل كل عظة وتذكر
[ ءآلله خير أما يشركون ] تبكيت للمشركين وتهكم بهم أي هل الخالق المبدع الحكيم خير أم الأصنام التي عبدوها وهي لا تسمع ولا تستجيب ؟
[ أمن خلق السموات والأرض ] برهان آخر على وحدانية الله تعالى، أي أمن أبدع الكائنات، فخلق تلك السموات في ارتفاعها وصفائها، وجعل فيها الكواكب المنيرة وخلق الأرض وما فيها من الجبال والسهول والأنهار والبحار، خير أما يشركون ؟
[ وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ] أي وأنزل لكم بقدرته المطر من السحاب فأخرج به الحدائق والبساتين، ذات الجمال والخضرة والنضرة، والمنظر الحسن البهيج
[ ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ] أي ما كان للبشر ولا يتهيأ لهم، وليس بمقدورهم ولا مستطاعهم أن ينبتوا شجرها فضلا عن ثمرها
[ أإله مع الله ] استفهام إنكار أي هل معه معبود سواه حتى تسووا بينهما وهو المتفرد بالخلق والتكوين ؟