[ إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ] أى كانوا عاصين مشركين آثمين، قال العلماء : الخاطىء من تعمد الذنب والإثم، والمخطىء من فعل الذنب عن غير تعمد
[ وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك ] أى قالت زوجة فرعون لفرعون : هذا الغلام فرحة ومسرة لي ولك، لعلنا نسر به فيكون قرة عين لنا، قال الطبري : ذكر أن المرأة لما قالت هذا القول لفرعون قال لها : أما لك فنعم، وأما لي فليس بقرة عين، وقال ابن عباس : لو قال : قرة عين لي، لهداه الله به، ولآمن ولكنه أبى
[ لا تقتلوه ] أى لا تقتله يا فرعون، خاطبته بلفظ الجمع كما يخاطب الجبارون تعظيما له، ليساعدها فيما تريد
[ عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ] عسى أن ينفعنا فى الكبر، أو نتبناه فنجعله لنا ولدا، تقر به عيوننا، قال المفسرون : وكانت لا تلد فاستوهبت (موسى) من فرعون فوهبه لها، قال تعالى :
[ وهم لا يشعرون ] أى وهم لا يشعرون أن هلاك فرعون وزبانيته، سيكون على يديه وبسببه
[ وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ] أى صار قلبها خاليا من ذكر كل شيء في الدنيا إلا من ذكر موسى، وقيل المعنى : طار عقلها من فرط الجزع والغم، حين سمعت بوقوعه في يد فرعون
[ إن كادت لتبدي به ] أى إنها كادت أن تكشف أمره، وتظهر أنه ابنها من شدة الوجد والحزن، قال ابن عباس : كادت تصيح واإبناه، وذلك حين سمعت بوقوعه في يد فرعون
[ لولا أن ربطنا على قلبها ] أى لولا أن ثبتناها وألهمناها الصبر
[ لتكون من المؤمنين ] أى لتكون من المصدقين بوعد الله برده عليها
[ وقالت لأخته قصيه ] أى قالت أم موسى لأخت موسى : اتبعى أثره حتى تعلمى خبره، قال مجاهد ؟ قصي أثره وأنظري ماذا يفعلون به ؟
[ فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون ] أى فأبصرته عن بعد، وهم لا يشعرون أنها أخته، لأنها كانت تمشي على ساحل البحر، حتى وصل الصندوق إلى بيت فرعون، وهي ترقبه مستخفية عنهم
[ وحرمنا عليه المراضع من قبل ] أى ومنعنا موسى أن يقبل ثدي أى مرضعة من المرضعات، اللاتي أحضروهن لإرضاعه من قبل مجيء أمه، قال المفسرون : بقي أياما كلما أتي بمرضع لم يقبل ثديها، فأهمهم ذلك واشتد عليهم الأمر، فخرجوا به يبحثون له عن مرضعة خارج القصر، فرأوا أخته
[ فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم ] أى هل أدلكم على مرضعة له تكفله وترعاه ؟
[ وهم له ناصحون ] أى لا يقصرون في إرضاعه وتربيته، قال السدي : فدلتهم على أم موسى، فانطلقت إليها بأمرهم فجاءت بها، والصبى على يد فرعون يعلله شفقة عليه، وهو يبكي يطلب الرضاع، فدفعه إليها فلما وجد ريح أمه قبل ثديها، فقال فرعون : من أنت منه، أبى كل ثدي إلا لديك ؟ فقالت : إني امرأة طيبة الريح، طيبة اللبن، لا أكاد أوتى بصبي إلا قبلني، فدفعه إليها، فرجعت إلى بيتها من يومها، ولم يبق أحد من آل فرعون إلا أهدى إليها، وأتحفها بالهدايا والجواهر، فذلك قوله تعالى :
[ فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ] أى أعدناه إليها تحقيقا للوعد، كي تسعد وتهنأ بلقائه، ولا تحزن على فراقه
[ ولتعلم أن وعد الله حق ] أى ولتتحقق من صدق وعد الله برده عليها، وحفظه من شر فرعون
[ ولكن أكثرهم لا يعلمون ] أى ولكن أكثر الناس يرتابون، ويشكون في وعد الله القاطع
[ ولما بلغ أشده واستوى ] أى ولما بلغ كمال الرشد، ونهاية القوة، وتمام العقل والاعتدال، قال مجاهد : هو سن الأربعين
[ آتيناه حكما وعلما ] أى أعطيناه الفهم والعلم، والتفقه في الدين مع النبؤة
[ وكذلك نجزي المحسنين ] أى ومثل هذا الجزاء الكريم، نجازي المحسنين على إحسانهم
[ ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها ] أى دخل مصر وقت الظهيرة، والناس يخلدون للراحة عند القيلولة


الصفحة التالية
Icon