١١ - التشبيه المرسل [ أغويناهم كما غوينا ].
١٢ - الاستعارة التصريحية التبعية [ فعميت عليهم الأنباء ] قال الشهاب : استعير العمى لعدم الإهتداء، فهم لا يهتدون للأنباء، ثم قلب للمبالغة فجعل الأنباء لا تهتدى إليهم، وأصله " فعموا عن الأنباء لما وضمن معنى الخفاء فعدي ب [ على ] ففيه أنواع من البلاغة : الاستعارة، والقلب، . والتضمين.
١٣ - الطباق بين [ تكن.. ويعلنون ] وبين [ الأولى.. والآخرة ] وهو من المحسنات آلبديعية.
قال الله تعالى :[ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا.. ] إلى قوله [ له الحكم وإليه ترجعون ]. من آية ( ٧١) إلى آية (٨٨) نهاية السورة الكريمة.
تنبيه :
مما ذكر أن " أبا طالب " مات على غير الاسلام، هو الصحيح الذي دل عليه الكتاب والسنة، ونقل عن بعض شيوخ الصوفية أنه أسلم قبل موته، وهو معارض للنصوص الكريمة، ولعلهم أخذوه من بعض أشعار أبي طالب حيث يقول : ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد فى التراب دفينا أقول : ماذا يفيده هذا الكلام، بعد امتناعه عن الدخول في الإسلام، والنطق بالشهادة وهو يجود بأنفاسه ؟ والنبي (ص) يعرض عليه الإسلام فيمتنع عنه ؟ وفيه نزل قوله تعالى [ ما كان للنبى والدين آمنوا أن يستغفروا للمشتركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ] فقد نزلت في أبي طالب بإتفاق المفسرين، وهي صريحة في عدم إسلامه.
المناسبة :
لما ذكر تعالى أنه هو الخالق المختار، وسفه المشركين في عبادتهم لغير الله، عقبه بذكر بعض الأدلة والبراهين، الدالة على عظمته وسلطانه، تذكيرا للعباد بوجوب شكر المنعم، ثم ذكر قصة (قارون ) وهى قصة الطغيان بالمال، وما كان من نهايته المشئومة حيث خسف الله له ولكنوزه الأرض، وهذه هي نتيجة الإستعلاء والغرور والطغيان !..
اللغة :
[ سرمدا ] السرمد : الدائم الذي لا ينقطع، ومنه قوله طرفة : لعمرك ما أمري على بغمة نهاري ولا ليلى عل بسرمد
[ مفاتحه ] جمع مفتح بالكسر وهو ما يفتح به، وأما المفتاح فجمعه مفاتيح.
[ تنوء ] ناء به الحمل اذا أثقله حتى أماله، قال ذو الرفة : تنوء بأخراها فلأيا قيامها وتمشي الهوينى عن قريب فتبهر
[ العصبة ] الجماعة الكثيرة ومثلها العصابة، ومنه قوله تعالى :
[ ونحن عصبة ] سميت الجماعة عصبة، لأن بعضهم يتعصب لبعض ويتقوى به
[ ويكأن ] قال الجوهري :" وفي " كلمة تعجب، وقد تدخل على " كأن، فتقول : ويكأن، وقيل : إنها كلمة تستعمل عند التنبه للخطأ ثم إظهار الندم، قال الخليل : إن القوم تنبهوا وقالوا نادمين على ما سلف منهم وفي
[ ظهيرا ] معينا ومساعدا.
التفسير :
[ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة ] أى قل يا محمد لهؤلاء الجاحدين من كفار مكة : أخبروني لو جعل الله عليكم الليل، دائما مستمرا بلا انقطاع، إلى يوم القيامة
[ من إله غير الله يأتيكم بضياء ] ؟ أى من هو الإله الذي يقدر على أن يأتيكم بالنور، الذي تستضيئون به فى حياتكم غير الله تعالى ؟
[ أفلا تسمعون ] أى أفلا تسمعون سماع فهم وقبول لتستدلوا بذلك على وحدانية الله تعالى ؟
[ قل أرأيتم أن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة ] أى أخبروني لو جعل الله عليكم النهار، دائما مستمرا بلا انقطاع
[ من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ] أى من هو الإله القادر على أن يأتيكم بليل، تستريحون فيه من الحركة والنصب غير الله تعالى ؟
[ أفلا تبصرون ] أي أفلا تبصرون ما أنتم عليه من الخطأ والضلال ؟ ثم نبه تعالى إلى كمال رحمته بالعباد فقال سبحانه :


الصفحة التالية
Icon