٢ - الاستهزاء والسخرية [ ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ] قالوه على سبيل الاستهزاء، وجواب الشرط محذوف دل عليه السابق أي إن كنت صادقأ فائتنا به.
٣ - التنكير لإقادة التهويل [ رجزا من السماء ] أي رجزا عظيمآ هائلا.
٤ - تقديم المفعول للعناية والاهتمام، والاجمال ثم التفصيل [ فكلا أخدنا بذنبه، فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا، ومنهم من أخذته الصيحة ] إلخ.
٥ - التشبيه التمثيلي [ مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ] شبه الله الكافرين في عبادتهم للأصنام، بالعنكبوت في بنائها بيتا ضعينا واهيا، يتهاوى من هبة نسيم أو من نفخة فم، وسمي تمثيليا لأن وجه الشبه صورة منتزعة من متعدد
٦ - توافق الفواصل في الحرف الأخير، وما فيه من جرس عذب بديع مثل [ انصرني على القوم المفسدين.. إن أهلها كانوا ظالمين ] ومثل [ لأن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ] ومثل [ بما كانوا يفسقون... وآية بينة لقوم يعقلون ] إلخ وهو من خصائص القرآن.
تنبيه :
أفادت الآية أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وقد ثبت أن رسول الله (ص) لما قيل له : إن فلانا يصلي الليل فإذا أصبح سرق فقال :" ستمنعه صلاته " رواه البزار، يريد عليه السلام أن الصلاة إذا كانت على الوجه الأكمل، تنهى صاحبها عن الفحشاء، ولا تزيده بعدا بل تزيده قربا.
قال الله تعالى :[ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن... ] إلى قوله [ وإن الله لمع المحسنين ]. من آية (٤٦ ) إلى آية (٦٩) نهاية السورة الكريمة.
المناسبة :
لما بين تعالى ضلال من اتخذ أولياء من دون الله، وضرب المثل ببيت العنكبوت، أمر هنا بالتلطف في دعوة أهل الكتاب إلى الإيمان، ثم ذكر البراهين القاطعة على صدق محمد (ص) وصحة القرآن، وختم السورة الكريمة ببيان المانع من التوحيد، وهو اغترار الناس بالحياة الدنيا الفانية، وبين أن المشركين يوحدون الله وقت الشدة، وينسونه وقت الرخاء.
اللغه :
[ بغتة ] فجأة يقال : بغته إذا دهمه على حين غفلة
[ يغشاهم ] يجللهم ويغطيهم من فوقهم، والغشاء : الغطاء
[ لنبوئنهم ] بوأه : أنزله في المكان على وجه الإقامة
[ غرفا ] منازل رفيعة عالية في الجنة
[ يؤفكون ] يصرفون عن الحق إلى الباطل
[ يبسط ] يوسع
[ يقدر ] يضيق
[ مثوى ] المكان الذي يقيم فيه الإنسان ويسكنه.
سبب النزول :
عن ابن عباس أن النبي (ص) أمر المؤمنين بالهجرة حين آذاهم المشركون، فقال لهم : اخرجوا إلى المدينة وهاجروا، ولا تجاوروا الظلمة، قالوا : ليس لنا بها دار ولا عقار، ولا من يطعمنا ولا من يسقينا فنزلت [ وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم٠٠) الآية.
التفسير :
[ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ] اي لا تدعو أهل الكتاب إلى الإسلام، وتناقشوهم في أمر الدين، إلا بالطريقة الحسنى كالدعاء إلى الله بآياته، والتنبيه على حججه وبيناته
[ إلا الذين ظلموا منهم ] أي إلا من كان ظالما، محاربا لكم، مجاهدا في عداوتكم، فجادلوهم بالغلظة والعدة، قال الإمام الفخر : إن المشرك لما جاء بالمنكر الفظيع، كان اللائق أن يجادل بالأخشن، ويبالغ في توهين شبهه وتهجين مذهبه، وأما أهل الكتاب فإنهم آمنوا بإنزال الكتب، وإرسال الرسل، إلا الاعتراف بالنبي عليه السلام، فلمقابلة إحسانهم يجادلون بالأحسن، إلا الذين ظلموا منهم بإثبات الولد لله، والقول بثالث ثلاثة، فإنهم يجادلون بالأخشن من تهجين مقالتهم، وتبيين جهالتهم