[ هو أنشأكم من الأرض ] أي هو تعالى ابتدأ خلقكم من الأرض، فخلق آدم من تراب، ثم ذريته من نطفة
[ واستعمركم فيها ] أيجعلكم عمارها وسكأنها تسكنون بها
[ فاستغفروه ثم توبوا إليه ] أي استغفروه من الشرك ثم ارجعوا إليه بالطاعة
[ إن ربي قريب مجيب ] أي إنه سبحانه قريب الرحمة مجيب الدعاء
[ قالوا يا صالحُ قد كنت فينا مرجوا قبل هذا ] أي كنا نرجو ان تكون فينا سيدا قبل تلك المقالة، فلما قلتها انقطع رجاؤنا فيك
[ أتنهانا أن نعبد ما يعبد أباؤنا ] أي أتنهانا يا صالح عن عبادة الأوثان التي عبدها آباؤنا ؟
[ وأننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ] إي وإننا لشاكون في دعواك، وأمرُك عندنا مريب يوجب التهمة
[ قال يا قوم أرأيتم ان كنتُ على بينة من ربي ] أي اخبروني إن كنتُ على برهان وحجة واضحة من ربي
[ وآتانى منه رحمة ] أي وأعطاني النبوة والرسالة
[ فمن ينصرني من الله ان عصيته ] أي فمن يمنعنى من عذاب الله، إن عصيت أمره ؟
[ فما تزيدونني غير تخسير ] أي فما تزيدونني بمسايرتكم وعصيان أمر الله، غير تضليل وإبعاد عن الخير، قال الزمخشري :(غير تخسير ) يعني تخسرون أعمالي وتبطلونها
[ ويا قوم هذه ناقة آلله لكم آية ] أضاف الناقة إلى الله تشريفا لها، لأنها خرجت من صخرة صماء، بقدرة آلله حسب طلبهم، أي هذه الناقة معجزتي لكم وعلامة على صدقي
[ فذروها تأكل في أرض الله ] أي دعوها تأكل وتشرب في أرض الله، فليس عليكم رزقها
[ ولا تمسوها بسوءٍ فيأخذكم عذاب قريب ] أي لا تنالوها بشئ من السوء، فيصيبكم عذاب عاجل لا يتأخر عنكم
[ فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ] أي ذبحوا الناقة فقال لهم صالح : استمتعوا بالعيش في بلدكم (ثلأثة أيام ) ثم تهلكون، قال القرطبي : إنما عقرها بعضهم وأضيف إلى الكل، لأنه كان برضى الباقين، فعقرت يوم الأربعاء، فأقاموا يوم الخميس والجمعة والسبت، وأتاهم العذاب يوم الآحد
[ ذلك وعد غير مكذوب ] أي وعد حق غير مكذوب فيه
[ فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه ] أي فلما جاء أمرنا بإهلاكهم نجينا صالحا ومن آَمن به
[ برحمة منا ] أي بنعمة وفضل عظيم من الله
[ ومن خزي يومئذ ] أي ونجيناهم من هوان ذلك اليوم وذله
[ إن ربك هو القوى العزيز ] أى القوي في بطشه، العزيز في ملكه، لا يغلبه غالب، ولا يقهره قاهر
[ وأخذَ الذين ظلموا الصيحةُ فأصبحوآ في ديارهم جاثمين ] أي أخذتهم صيحةَ من السماء لقطعت لها قلوبهم، فأصبحوا هامدين موتى لا حِرَاك بهم، كالطير إذا جثمت على الأرض
[ كأن لم يَغنوآ فيها ] أي كأن لم يقيموآ في ديارهم ولم يَغمُروها
[ أَلا أن ثموداً كفروا ربهم أَلا بعدا لثمود ] أي ألا فانتبهوا أيها القوم إن ثمود كفروا بآيات ربهم، فسُحقآ لهم وبُغدأ، وهلاكا ولعنة
[ ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى ] هذه هي القصة الرابعة وهي قصة (لوط ) وهلاك قومه المكذبين أي جاءت الملائكةُ - الذين أرسلناهم لإِهلاك قوم لوط - إبراهيمَ بالبشارة بإسحاق (( البشرى هي البشارة بالولد، وقيل : بهلاك قوم لوط، قال الزمخشري : والظاهر الولد ))، قال القرطبي : لما أنزل الله الملائكة لعذاب قوم لوط، مروا بإبراهيم فظنهم أضيافا، وهم (جبريل وميكائيل واسرافيل ) قاله ابن عباس، وقال السدي : كانوا أحد عشر مَلَكاَ على صورة الغلمان الحسان الوجوه
[ قالوا سلامآ ] آي سلموا عليه بقولهم (السلام عليكم )
[ قال سلام ] أي قال لهم إبراهيم : سلام عليكم، قال المفسرون : رد عليهم التحية بأحسن من تحيتهم، لأنه جاء بها جملة اسمية وهي تدل على الثبات والاستمرار


الصفحة التالية
Icon