[ فما لبثَ أن جاء بعجل حنيذ ] أي فما أبطأ ولا تأخر مجيئه، حتى جاءهم بعجل مشوى فقدمه لهم، والعجل، ولد البقرة ويسمى " الحسيل " وكان مال إبراهيم عليه السلام البقر، و(آلحنيذ) المشوى بالحجارة المحماة في أخدود، وقيل : الذي يقطر دسمه ويدل عليه (بعجل سمين )
[ فلما رءآ أيديهم لا تصل إليه نكَرِهم ] أي فلما رآهم لا يمدون أيديهم إلى الطعام، ولا يأكلون منه أنكرهم
[ وأوجس منهم خيفة ] أي أحس منهم الخوف والفزع، قال قتادة : كان العرب إذا نزل بهم ضيف فلم يطعم من طعامهم، ظنوا أنه لم يجيء بخير، وأنه جاء يحدث نفسه بشرْ
[ قالوا لا تخف إنا أُرسلنا إلى قوم لوط ] أي قالت الملائكة : لا تخف فإنا ملائكة ربك لا نأكل، وقد اُرسلنا لإهلاك قوم لوط
[ وامرأته قائمة فضحكت ] أي وامرأة (إبراهيم ) واسمها (سارة) قائمة وراء الستر تسمع كلامهم، فضحكت استبشارا بهلاك قوم لوط
[ فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ] أي بشرتها الملائكة بإسحاق ولدا لها، ويأتيه مولود هو يعقوب ابنا لولدها
[ قالت يا يويلتا أألد وأنا عجوزْ وهذا بعلي شيخأ ] أي قالت سارة متعجبة : يا لهفي وياعجبي ! ! أألد وأنا امرأة مسنة وهذا زوجي إبراهيم شيخ هرم أيضا، فكيف ياْتينا الولد ؟
[ إن هذا لشئ عجيب ] أي إن هذا الأمر لشيء غريب لم تجر به العادة، قال مجاهد : كانت يومئذ ابنة تسع وتسعين سنة، وإبراهيم ابن مائة وعشرين سنة
[ قالوا أتعجبين من أمر آلله ] أي أتعجبين من قدرة الله وحكمته، في خلق الولد من زوجين هرمين ؟ ليس هذا بمكان عجب على قدرة الله
[ رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت ] أي رحمكم الله وبارك فيكم يا أهل بيت إبراهيم
[ إنه حميد مجيد ] أي إنه تعالى محمود ممجد في صفاته وذاته، مستحق للحمد والتمجيد من عباده، وهو تعليل بديع لما سبق من العبارة.
البلاغه :
١ - [ يرسل السماء عليكم مدرارأ ] المراد بالسماء (المطر) فهو (مجاز مرسل لأن المطر ينزل من السماء، ولفظ " مدرارأ " للمبالغة أي كثير الدر.
٢ - [ فكيدوني جميعا ] أمر بمعنى التعجيز والتحقير لهم.
٣- [ ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ] فيها استعارة تمثيلية، شبه الخلق وهم في قبضة الله وملكه، وتحت قهره وسلطانه، بالمالك الذي يقود المقدور عليه بناصيته، كما يقاد الأسير والفرس بناصيته.
٤ - [ إن ربي على صراط مستقيم ] استعارة لطيفة عن كمال العدل في ملكه تعالى، فهو مطلع على أمور العباد لا يفوته ظالم، ولا يضيع عنده معتصم به.
٥ - [ ولما جاء أمرنا ] الأمر كناية عن العذاب الذي وُعدوا به.
٦ - [ نجينا هودا.. ونجيناهم من عذاب غليظ ] التكرار في لفظ الإنجاء لبيان أن الأمر شديد عظيم، لا سهل يسير، ويسمى هذا الإِطناب.
٧ - [ وعصوا رسله ] أي عصوا رسولهم هودا، وفيه تفظيع لحالهم وبيان ان عصيانهم له عصيان لجميع الرسل السابقين واللاحقين، وهو " مجاز مرسل " من باب إطلاق الكل وإرادة البعض.
٨ - [ ألا إن عادأ.. ألا بعدأ لعاد ] تكرير حرف التنبيه وإعادة لفظ " عاد " للمبالغة في تهويل حالهم، وتفظيع عذابهم.
تنبيه :
لم يقل هود عليه آلسلام : إِني أُشهد الله وأشهدكم وِانما قال :[ إِني أُشهد آللهَ واشهدوا أني بريء مما تشركون ] وذلك لئلا يفيد التشريك بين الشهادتين والتسوية بينهما، فأين شهادة الله العلي الكبير من شهادة العبد الحقير
قال الله تعالى :[ فلما ذهب عن إبراهبم الروع.. ] إلى قوله [ ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ] هن آية (٧٤) إلى آية (٩٩).
المناسبة :


الصفحة التالية
Icon