[ قالوا لقد علمت ما لنا فى بناتك من حق ] أي قال له قومه : لقد علمت يا لوط ما لنا في النساء من أرب، وليس لنا رغبة فيهن
[ وآِنك لتعلم ما نريد ] أي وأنت تعلم غرضنا وهو إتيان الذكور، صرحوا له بغرضهم الخبيث قبحهم الله
[ قال لو أن لي بكم قوة ] أي لو كان لي قوة استطيع ان ادفع آذاكم بها
[ أو آوي إلى ركنٍ شديد ] أي ألجأ إِلى عشيرة وأنصار تنصرني عليكم، وجواب " لو " محذوف تقديره لبطشتُ بكم، وفي الحديث (رحم الله أخي لوطا لقد كان يأوي إِلى ركن شديد) يريد (ص) أن الله كان ناصره ومؤيده، فهو ركنه الشديد وسنده القوي، قال قتادة : وذكر لنا ان الله تعالى لم يبعث نبيا بعد لوط إلا في مَنَعَةِ من عشيرته، وحين سمع رسل الله تعالى، تحسر لوط على ضعفه وانقطاعه من الأنصار
[ قالوا يا لوطُ إنا رسل ربك لن يصلوا اليك ] أي قالت الملائكة للوط : إِنا رسلُ ربك أرسلنا لاهلاكهم، لاِنهم لن يصلوا إليك بضرر ولا مكروه
[ فأَسر بأهلك بِقطع من الليل ] أي اخرج بهم بطائفة من الليل، قال الطبري : أي اخرج من بين اظهرهم أنت وأهلك ببقية من الليل
[ ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك ] أي لا ينظر أحد منكم ورآءه، إِلا امرأتك فاِنها ستهلك كما هلكوا، نهوا عن الالتفات لئلا تتفطر أكبادهم على قريتهم، قال القرطبى : إإن امرأة لوط لما سمعت هدة العذاب التفتت وقالت : واقوماه ! فأدركها حجر فقتلها
[ اِنه مصيبُها ما أصابهم ] أي إِنه يصيب امرأتك من العذاب ما اصاب قومك
[ إِن موعدهم الصبحُ ] أي موعد عذابهم وهلاكهم الصبحُ
[ أليس الصبحُ بقريب ] استعجلهم بالعذاب لغيظه على قومه، فقالوا له : أليس وقت الصبح قريبأ ؟ قال المفسرون : إِن قوم لوط لما سمعوا بالضيوف هرعوا نحوه، فأغلق بابه واخذ يجادل قومه عنهم من وراء الباب، فتسوروا الجدار، فلما رأت الملائكة ما بلوط من الكرب، قالوا يا لوط : افتح الباب ودعنا وإياهم، ففتح الباب فضربهم جبريل بجناحه، فطمس أعينهم وعموا، وانصرفوا على أعقابهم يقولون : النجاءَ، النجاء كما قال تعالى [ ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم ] ثم إِن لوطا سرى بمن معه قبل الفجر، ولما حان وقت عذابهم أمر الله جبريل فأقتلع مَدائن قوم لوط - وهي خمس - من تخوم الأرض حتى أدنأها من السماء بما فيها، حتى سمع أهل السماء صراخ الديكة، ونباح الكلاب، ثم أرسلها مقلوبة، واتبعهم الله بالحجارة، ولهذا قال تعالى
[ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافِلَها ] أي فلما جاء وقت العذاب قلبنا بهم القرى فجعلنا العالى سافلا
[ وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ] أي أرسلنا على أهل تلك المدن، حجارة صلبة شديدة من نارٍ وطين، شبهها بالمطر لكثرتها وشدتها
[ منضود ] أي متتابعة، بعضُها في إِثر بعض
[ مسومة عند ربك ] أي معلمة بعلامة، قال الربيع : قد كُتِب على كل حجر اسم من يرمَى به، قال القرطبي : وقوله [ عند ربك ] دليل على أنها ليست من حجارة الأرض
[ وما هي من الظالمين ببعيد ] أي ما هذه القرى المهلكة ببعيدة عن قومك (كفار قريش ) فإِنهم يمرون عليها في اْسفارهم أفلا يعتبرون ؟ قال المفسرون : وقد صار موضع تلك المدن بحراً أجاجا يعرف ب " البحر الميت لأن مياهه لا تغذي شيئا من الحيوان، وقد اشتهرت باسم " بحيرة لوط، والأرض التي تليها قاحلة لا تنبتُ شيئا.
[ وإِلى مدين أخاهم شعيبا ] هذه هي القصة السادسة من القصص المذكورة في هذه السورة أي وأرسلنا إِلى قبيلة مدين أخاهم (شعيبا) وقد كان شعيب من نفس القبيلة ولهذا قال " أخاهم "
[ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إِله غيره ] أي اعبدوا الله وحده، فليس لكم رب سواه
[ ولا تنقصوا المكيال والميزان ] أي لا تنقصوا الناس حقوقهم في المكيال والميزان، وقد اشتهروا بتطفيف الكيل والوزن