[ البلاغ ] اسم بمعنى التبليغ
[ مكر ] المكر : تدبير أمر في خفاء، وقد يكون في الخير، وقد يكون في الشر.
سبب النزول :
قال الكلبي : عيرت اليهود رسول الله (ص) وقالت : ما نرى لهذا الرجل مهمة إلا النساء والنكاح، ولو كان نبيا كما زعم لشغله امر النبوة عن النساء، فأنزل الله تعالى :[ ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية ].
التفسير :
[ مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار ] اي صفة الجنة العجيبة الشأن، التى وعد الله بها عباده المتقين، انها تجري من تحت قصورها وغرفها الأنهار
[ أكلها دائم وظلها ] اي ثمرها دائم لا ينقطع، وظلها دائم لا تنسخه الشمس
[ تلك عقبى الذين اتقوا ] اي تلك الجنة عاقبة المتقين ومآلهم
[ وعقبى الكافرين النار ] اي وأما عاقبة الكفار الفجار فهي النار
[ والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ] أي والذين أنزلنا إليهم التوراة والإنجيل - ممن آمن بك واتبعك يا محمد - كعبد الله بن سلام والنجاشي واصحابه، يفرحون بهذا القرآن، لما في كتبهم من الشواهد على صدقه والبشارة به
[ ومن الأحزاب من ينكر بعضه ] أي ومن أهل الملل المتحزبين عليك، وهم اهل أديان شتى، من ينكر بعض القرآن مكابرة، مع يقينهم بصدقه، لأنه موافق لما معهم
[ قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به ] أي قل يا ايها الرسول إنما امرت بعبادة الله وحده لا أشرك معه غيره
[ اليه أدعوا وإليه مآب ] اي إلى عبادته أدعو الناس، وإليه مرجعي ومصيري
[ وكذلك أنزلناه حكما عربيا ] اي ومثل إنزال الكتب السابقة، أنزلنا هذا القرآَن بلغة العرب، لتحكم به بين الناس بالعدل
[ ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ] أي ولئن اتبعت المشركين فيما يدعونك إليه من الأهواء والآراء، بعدما آتاك الله من الحجج والبراهين
[ ما لك من الله من ولي ولا واق ] اي ليس لك ناصر ينصرك او يقيك من عذاب الله، والمقصود تحذير الأمة من اتباع اهواء الناس، لأن المعصوم إذا خوطب بمثل ذلك، كان الغرض تحذير الناس، قال القرطبي : الخطاب للنبي (ص) والمراد الأمة
[ ولقد أرسلنا رسلا من قبلك ] اي ارسلنا قبلك الرسل الكرام
[ وجعلنا لهم أزواجا وذرية ] اي وجعلنا لهم النساء والبنين، وهو رد على من عاب على الرسول كثرة النساء، حيث قالوا : لو كان مرسلا حقا، لكان مشتغلا بالزهد وترك الدنيا والنساء، فرد الله مقالتهم، وبين أن محمدا (ص) ليس ببدع في ذلك، بل هو كمن تقدم من الرسل
[ وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ] أي لم يكن لرسول ان يأتي قومه بمعجزة، إلا إذا أذن الله له فيها، وهذا رد على الذين اقترحوا الآيات
[ لكل أجل كتاب ] أي لكل مدة مضروبة كتاب كتبه الله فى اللوح المحفوظ، وكل شيء عنده بمقدار، قال الطبري : لكل امر قضاه الله، كتاب قد كتبه فهو عنده
[ يمحوا الله ما يشاء ويثبت ] اي ينسخ الله ما يشاء نسخه من الشرائع والأحكام، وصحف الملائكة الكرام، ويثبت ما يشاء منها دون تغيير، قال ابن عباس : يبذل الله ما يشاء فينسخه، إلا (الموت، والحياة، والشقاء، والسعادة) فانه قد فرغ منها (( وهذا قول مجاهد ايضا حيث قال : إلا الحياة والموت والشقاوة والسعادة فانهما لا يتغيران )) وقيل : إن المحو والإثبات عام في جميع الأشياء، لما روي ان عمر بن الخطاب كان يطوف بالبيت ويبكي ويقول :(اللهم إن كنت كتبت على شقوة او ذنبا فامحه، فانك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك ام الكتاب، واجعله سعادة ومغفرة)، وقد رجحه ابو السعود وهو قول ابن مسعود ايضا
[ وعنده أم الكتاب ] اي اصل كل كتاب، وهو (اللوح المحفوظ ) الذي كتب الله فيه مقادير الأشياءِ كلها