[ الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ] أي يفضلون ويؤثرون (الحياة الفانية) على الحياة الآخرة الباقية
[ ويصدون عن سبيل الله ] أي يصرفون الناس ويمنعونهم عن دين الإسلام
[ ويبغونها عوجا ] أي يطلبون أن تكون دين الله معوجة، لتوافق أهواءهم الفاسدة
[ أولئك في ضلال بعيد ] أي أولئك المتصفون بتلك الصفات الذميمة في ضلال بعيد عن الحق مبين، لا يُرجى لهم صلاح ولا نجاح
[ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ] أي وما أرسلنا في الأمم الخالية رسولا من الرسل، إلا بلغة قومه
[ ليبين لها ] أي ليبين لهم شريعة الله، ويفهمهم مراده، لتتم الغاية من الرسالة
[ فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ] أي وليست وظيفة الرسل إلا (التبليغ ) وأما أمر الهداية والإيمان، فذلك بيد الله يضل من يشاء إضلاله، ويهدي من يشاء هدايته، على ما سبق به قضاوه المحكم
[ وهو العزيز الحكيم ] أي وهو العزيز في ملكه، الحكيم في صنعه
[ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا ] أي أرسلنا موسى بالمعجزات الباهرات الدالة على صدقه
[ أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور ] أن تفسيرية بمعنى (أي ) والمعنى : أي أخرج بني إسرائيل من ظلمات الجهل والكفر، إلى نور الإيمان والتوحيد، قال أبو حيان : وفي قوله :[ قومك ] خصوص لرسالة موسى إلى قومه، بخلاف قوله لمحمد :[ لتخرج الناس ] مما يدل على عموم الرسالة
[ وذكرهم بأيام الله ] أي ذكرهم بأياديه ونعمه عليهم
[ إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ] أي في التذكير بأيام لله لعبرا ودلالات، لكل عبد منيب، صابر على البلاء، شاكر للنعماء
[ وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم ] أي اذكروا نعم الله الجليلة عليكم
[ إذ أنجاكم من آل فرعون ] أي حين نجاكم من الذل والاستعباد من فرعون وزبانيته
[ يسومونكم سوء العذاب ] أي يذيقونكم أسوأ أنواع العذاب
[ ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم ] أي يذبحون الذكور ويستبقون الإناث على قيد الحياة مع الذل والصغار
[ وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ] أي وفي تلك المحنة ابتلاء واختبار لكم من ربكم عظيم، قال المفسرون : وكان سبب قتل الذكور، أن الكهنة قالوا لفرعون : إن مولودا يولد في بني إسرائيل، يكون ذهاب ملكك على يديه، فأمر بقتل كل مولود
[ وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ] هذا من تتمة كلام موسى، أي واذكروا أيضا حين أعلم ربكم إعلاما لا شبهة فيه، لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي
[ ولئن كفرتم إن عذابى لشديد ] أي ولئن جحدتم نعمتي بالكفر والعصيان، فإن عذابي شديد، وعدَ بالعذاب على الكفر، كما وعَدَ بالزيادة على الشكر
[ وقال موسى ان تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا ] أي وقال موسى لبني إسرائيل بعد ان يئس من إيمانهم : لئن كفرتم أنتم وجميع الخلائق، فلن تضروا الله شيئاَ
[ فإن الله لغني حميد ] أي هو غنى عن شكر عباده، مستحق للحمد في ذاته، وهو المحمود وإن كفر به من كفر
[ ألم يأتكم نبؤا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود ] أي ألم يأتكم أخبار من قبلكم من الأمم المكذبة ؟ كقوم (نوح، وعاد، وثمود)، ماذا حل بهم لما كذبوا بآيات الله ؟
[ والذين من بعدهم ] أي والأمم الذين جاءوا بعدهم
[ لا يعلمهم إلا الله ] أي لا يحصى عددهم إلا الله
[ جاءتهم رسلهم بالبينات ] أي بالحجج الواضحات، والدلائل الباهرات