[ تفضحون ] الفضيحةُ : أن يُظهر من أمره ما يلزمه به العارُ، يقال : فضحه الصبح إذا اظهره للناس، قال الشاعر : ولاح ضوءُ هلال كاد يفضحنا مثلُ القلامةِ قد قضت من الظْفُر
[ لعمرك ] قسم بحياة محمد (ص) أي وحياتك
[ سكرتهم ] السكرة : الغواية والضلالة
[ يعمهون ] يترددون تحيرا أو يعمون عن الرشد، والعَمه للقلب مثل العمى للبصر
[ المتوسمين ] التوسم من الوَسم وهي العلامة التي يستدل بها على المطلوب، يقال : توسم فيه الخير إذا رأى فيه أثرا منه، قال ابن رواحة في رسول الله (ص) : إني توسمتُ فيك الخيرَ اعرفه والله يعلم أني ثابتُ البصر وأصله التثبت والتفكر مثل التفرس، وفي الحديث :" اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله "
[ الأيكة ] الشجرة الملتفة وجمعها أيك
[ الحجر ] اسم واد كانت تسكنه ثمود
[ عضين ] أجزاء متفرقة، من التعضية وهي التجزئة والتفريق
[ اليقين ] الموت لأنه أمر متيقن.
سبب النزول :
روي أن النبي (ص) خرج على الصحابة وهم يضحكون فقال : أتضحكون وبين أيديكم الجنةُ والنار ؟ فشق ذلك عليهم فنزلت [ نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم. وأن عذابى هو العذاب الأليم ].
التفسير :
[ إن المتقين في جنات وعيون ] أي إن الذين اتقوا الفواحش والشرك، لهم في الآخرة البساتين الناضرة، والعيون المتفجرة بالماء السلسبيل، والخمر، والعسل
[ ادخلوها بسلام آمنين ] أي يقال لهم : ادخلوا الجنة سالمين من كل الآفات، اَمنين من الموت، ومن زوال هذا النعيم
[ ونزعنا ما في صدورهم من غل ] أي أزلنا ما في قلوب أهل الجنة، من الحقد، والبغضاء والشحناء
[ اخوانا على سُرر متقابلين ] أي حال كونهم إخوة متحابين لا يكدر صفوهم شيئ، على سرر متقابلين وجها لوجه، قال مجاهد : لا ينظر بعضُهم إلى قفا بعض، زيادة في الإنس والإكرام، وقال ابن عباس : على سرر من ذهب، مكللة بالدر والياقوت والزبرجد
[ لا يمسهم فيها نصب ] أي لا يصيبهم في الجنة إعياء وتعب
[ وما هم منها بمخرجين ] أي لا يُخْرجون منها ولا يُطردون، نعيمهم خالد، وبقاؤهم دائم، لأنها دار الصفاء والسرور
[ نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم ] أى أخبر يا محمد عبادي المؤمنين، بأني واسع المغفرة عظيمُ الرحمة لمن تاب وأناب
[ وأن عذابى هو العذاب الأليم ] أي وأخبرهم أن عذابي شديد، لمن أصرعلى المعاصي والذنوب، قال أبو حيان : وجاء قوله [ وأن عذابى ] في غاية اللطف، إذ لم يقل على وجه المقابلة (وأني المعذب المؤلم ) وكل ذلك ترجيح لجهة العفو والرحمة
[ ونبئهم عن ضيف إبراهيم ] أي وأخبرهم عن قصة (ضيوف إبراهيم ) وهم الملائكة الذين أرسلهم آلله لإهلاك قوم لوط، وكانوا عشرة على صورة غلمان حسان، معهم جبريل
[ إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما ] أي حين دخلوا على إبراهيم فسلموا عليه
[ قال إنا منكم وجلون ] أي قال ى إبراهيم : إنا خائفون منكم، وذلك حين عرض عليهم الأكل فلم يأكلوا
[ قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم ] أي قالت الملائكة : لا تخف فإنا نبشرك بغلام واسع العلم، عظيم الذكاء، هو إسحاق
[ قال أبشرتموني على أن مسنى الكبر فبم تبشرون ] أي قال إبراهيم للملائكة : أبشرتموني بالولد على حالة الكبر والهرم، فبأي شيء تبشرونني ؟ قال ذلك على وجه التعجب والاستبعاد
[ قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين ] أي بشرناك باليقين الثابت، فلا تستبعده ولا تيأس من رحمة الله


الصفحة التالية
Icon