٤ - المجاز المرسل [ فأقم وجهك ] أطلق الجزء وأراد الكل أي توجه إلى الله بكليتك، واجعل غايتك رضى الله.
٥ - السجع المرضع كأنه الدر المنظوم مثل [ الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم.. ] إلخ.
قال الله تعالى :[ ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس.. ] إلى قوله [ ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ] من آية ( ٤١ ) إلى نهاية آية ( ٦٠).
المناسبة :
لما شنع على المشركين في عبادتهم لغير الله، ذكر في هذه الآيات الأسباب الموجبة للمحنة والإبتلاء وهي الكفر، وانتشار المعاصي، وكثرة الفجور والموبقات، التي بسببها تقل الخيرات وترتفع البركات، وضرب الأمثال بهلاك الأمم السابقة، تنبيها لقريش، وأمرا لهم بالاعتبار بمن سبقهم من المشركين المكذبين، كيف أهلكهم الله بسبب طغيانهم وإجرامهم.
اللغه :
[ يصدعون ] يتفرقون يقال : تصدع القوم إذا تفرقوا ومنه الصداع لأنه يفرق شعب الرأس
[ يمهدون ] يجعلون لهم مهدا ويوطنون لهم مسكنا، والمهاد : الفراش
[ كسفا ] جمع كسفة وهي القطعة
[ الودق ] المطر
[ مبلسين ] يائسين مكتئبين قد ظهر الحزن عليهم من شدة اليأس
[ يؤفكون ] يصرفون، والإفك : الكذب
[ بستعتبون ] يقال : استعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني.
التفسير :
[ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ] أي ظهرت البلايا والنكبات، في بر الأرض ويحرها، بسبب معاص الناس وذنوبهم، قال البيضاوي : المراد بالفساد : الجدب وكثرة الحرق والغرق، ومحق البركات، وكثرة المضار، بشوم معاصى الناس أو بكسبهم إياه وقال ابن كثير : أي بان النقص في الزروع والثمار، بسبب المعاصي لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة
[ ليذيقهم بعض الذى عملوا ] أي ليذيقهم وبال بعض أعمالهم في الدنيا، قبل أن يعاقبهم بها جميعأ في الآخرة
[ لعلهم يرجعون ] أي لعلهم يتويون ويرجعون، عما هم عليه من المعاصي وآلاثام
[ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل ] أي قل يا أيها الرسول لهؤلاء المشركين : سيروا فى البلاد، فانظروا إلى مساكن الذين ظلموا، كيف كان آخر أمرهم، وعاقبة تكذيبهم للرسل، ألم يخرب الله ديارهم ؟ ويجعلهم عبرة لمن يعتبر ؟
[ كان أكثرهم مشركين ] أي كانوا كافرين بالله فأهلكوا
[ فأقم وجهك للدين القيم ] أي فتوجه بكليتك إلى الدين المستقيم (دين الإسلام ) واستقم عليه في حياتك، قال القرطبي : أي أقم قصدك واجعل جهتك اتباع الدين القيم يعني الإسلام
[ من قبل أن يأتي يوم لا مفر له من الله ] أي من قبل أن يأتى ذلك اليوم الرهيب، الذي لا يقدر أحد على رده، لأن الله قض به، وهو يوم القيامة
[ يومئذ يصدعون ] أي يومئذ يتفرقون، فريق في الجنة، وفريق في السعير
[ من كفر فعليه كفره ] أي من كفر بالله، فعليه إثم كفره، مع خلوده في النار المؤبدة
[ ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ] أي ومن فعل خيرا وأطاع الله، فلأنفسهم يقدمون الخير، ويلقون ما تقر به أعينهم في دار النعيم، قال القرطبي : أي يوطئون لأنفسهم في الآخرة فراشا، ومسكنا وقرارا، بالعمل الصالح، ومهدت الفراش أي بسطته ووطأته
[ ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله ] أي يمهدون لأنفسهم ليجزيهم الله من فضله، الذى وعد به عباده المتقين
[ إنه لا يحب الكافرين ] أي لا يحب الكافرين، بل يمقتهم ويبغضهم، وهو سبحانه يجازي المؤمنين بفضله، والكافرين بعدله
[ ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات ] أي ومن آياته الدالة على كمال قدرته، أن يرسل الرياح تسوق السحاب، مبشرة بنزول المطر والإنبات والرزق
[ وليذيقكم من رحمته ] أي ولينزل عليكم من رحمته، الغيث الذي يحيي به البلاد والعباد