[ ولتجرى الفلك بأمره ] أي ولتسير السفن في البحر عند هبوب الرياح بإذنه لإرادته
[ ولتبتغوا من فضله ] أى ولتطلبوا الرزق بالتجارة في البحر
[ ولعلكم تشكرون ] أي ولتشكروا نعم الله الجليلة عليكم
[ ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم ] تسلية للرسول (ص) وتأنيس له بقرب النصر، أي ولقد أرسلنا من قبلك يا محمد رسلا كثيرين إلى قومهم المكذبين، كما أرسلناك رسولا إلى قومك
[ فجاءوهم بالبينات ] أي جاءوهم بالمعجزات الواضحات، والحجج الساطعات، الدالة على صدقهم
[ فانتقمنا من الذين أجرموا ] أي فكذبوهم فانتقمنا من الكفرة المجرمين
[ وكان حقا علينا نصر المؤمنين ] أي كان حقا واجبا علينا، أن ننصر المؤمنين على الكافرين ! والآية اعتراضية جاءت بين الآيات المفصلة لأحكام الرياح، تسلية للنبي عليه السلام، قال أبو حيان : والآية اعتراض بين قوله [ ومن أياته أن يرسل الرياح مبشرات ] وبين قوله [ الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا ] جاءت تأنيسا للرسول (ص) وتسلية له، ووعدا له بالنصر، ووعيدا لأهل الكفر.. ثم ذكر تعالى الحكمة من هبوب الرياح، وهي إنارة السحب، وإخراج الماء منه، فقال سبحانه
[ الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا ] أي يبعث الرياح فتحرك السحاب، وتسوقه أمامها
[ فيبسطه في السماء كيف يشاء ] أي فينشره في أعالي الجو، كيف يشاء، خفيفا أو كثيفا، مطبقا أو غير مطبق
[ ويجعله كسفا ] أي ويجعله أحيانا قطعا متفرقة
[ فترى الودق يخرج من خلاله ] أي فترى المطر يخرج من بين السحاب
[ فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ] أي فإذا أنزل ذلك الغيث على من يشاء من خلقه، إذا هم يسرون ويفرحون بالمطر
[ وأن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين ] أي لأن كانوا قبل نزول المطر عليهم، يائسين قانطين، قال البيضاوي : والتكرير للتأكيد والدلالة على تطاول عهدهم بالمطر، واستحكام يأسهم
[ فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحى الأرض بعد موتها ] أي فانظر أيها العاقل، نظر تدبر واستبصار، إلى ما ينشأ عن آثار نعمة الله بالمطر، من خضرة الأشجار، وتفتح الأزهار، وكثرة الثمار، وكيف أن الله يجعل الأرض تنبت، بعد أن كانت هامدة جامدة ؟
[ إن ذلك لمحي الموتى ] أي إن ذلك القادر على إحياء الأرض بعد موتها، هو الذي يحي الناس بعد موتهم
[ وهو على كل شيىء قدير ] أي مبالغ في القدرة على جميع الأشياء، لا يعجزه شيء
[ ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا ] أي ولئن أرسلنا على الزرع، بعد خضرته ونموه، ريحا ضارة مفسدة، فرأوا الزرع مصفرا من أثر تلك الريح
[ لظلوا من بعده يكفرون ] أي لمكثوا بعد اصفراره يجحدون النعمة، فشأنهم أنهم يفرحون عند الخصب، فإذا جاءتهم مصيبة في زرعهم جحدوا سابق نعمة الله عليهم ! ! ثم نبه تعالى إلى أن هؤلاء الكفار، كالأموات لا ينفع معهم نصح ولا تذكير، فقال سبحانه
[ فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين ] أي فإنك يا محمد لا تسمع الأموات، ولا تسمع من في أذنيه صمم، تلك المواعظ المؤثرة، ولو أن أصم ولى عنك مدبرا ثم ناديته لم يسمع، فكذلك الكافر لا يسمع، ولا ينتفع بما يسمع، قال المفسرون : هذا مثل ضربة الله للكفار، فشبههم بالموتى، وبالصمم والعمي
[ وما أنت بهاد العمى عن ضلالتهم ] أي ولست بمرشد من أعماه الله عن الهدى
[ إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ] أي ما تسمع إلا من يصدق بآياتنا فهم الذين ينتفعون بالموعظة، لخضوعهم وانقيادهم لطاعة الله
[ الله الذى خلقكم من ضعف ] أي الله الذي خلقكم أيها الناس، من أصل ضعيف وهو النطفة، وجعلكم تتقلبون في أطوار (الجنين، الوليد، الرضيع، المفطوم ) وهي أحوال فى غاية الضعف، فصار كأن الضعف مادة خلقتكم


الصفحة التالية
Icon