[ سقيم ] مريض وعليل
[ راغ ] راغ إليه : أقبل عليه ومال نحوه خفية وأصله من الميل، قال الشاعر : ويريك من طرف اللسان حلاوة ويروغ فيك كما يروغ الثعلب
التفسير :
[ أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ] أي أنعيم الجنة خير ضيافة وعطاء، أم شجرة الزقوم التي في جهنم ؟ أيهما خير وأفضل ؟ فالفواكه والثمار طعام أهل الجنة، وشجرة الزقوم طعام أهل النار! ؟ والغرض منه توبيخ الكفار
[ إنا جعلناها فتنة للظالمين ] أي إنا جعلنا شجرة الزقوم فتنة وإبتلاء لأهل الضلالة قال المفسرون : لما سمع الكفار ذكر (شجرة الزقوم ) قالوا : كيف يكون في النار شجرة، والنار تحرق الشجر ؟ وكان أبو جهل يقول لأصحابه : أتدرون ما الزقوم ؟ إنه الزبد والتمر! ! ثم يأتيهم به ويقول : تزقموا، هذا الذي يخوفنا به محمد
[ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ] أي تنبت في قعر جهنم ثم هي متفرعة فيها
[ طلعها كأنه رءوس الشياطين ] أي ثمرها وحملها كأنه رءوس الشياطين، في تناهي القبح البشاعة قال ابن كثير : وإنما شبهها برءوس الشياطين، وإن لم تكن معروفة عند المخاطبين، لأنه قد استقر في النفوس أن الشياطين قبيحة المنظر
[ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ] أي فإن هؤلاء الكفار لشدة جوعهم، مضطرون إلي الأكل منها، حتى تمتلىء منها بطونهم، فهي طعامهم وفاكهتهم، بدل رزق أهل الجنة، وفي الحديث (لو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا لأفسدت علي أهل الأرض معايشهم، فكيف بمن تكون طعامه )
[ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ] أي ثم إن لهم بعدما شبعوا منها، وغلبهم العطش [ لشوبا ] أي مزاجا من ماء حار قد أنتهت حرارته يشاب به الطعام - أي يخلط - ليجمع لهم بين مرارة الزقوم، وحرارة الحميم، تغليظا لعذابهم
[ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ] أي ثم مصيرهم ومرجعهم إلي دركات الجحيم قال مقاتل : الحميم خارج الجحيم، فهم يوردون الحميم لشربه ثم يردون إلي الجحيم وقال أبو السعود : الزقوم والحميم نزل يقدم إليهم قبل دخولها
[ إنهم ألفوا آباءهم ضالين ] أي وجدوهم على الضلالة فاقتدوا بهم
[ فهم علي آثارهم يهرعون ] أي فهم يسرعون في اتباع خطاهم من غير دليل ولا برهان قال مجاهد : شبهه بالهرولة كمن يسرع إسراعا نحو الشيء
[ ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ] أي ضل قبل قومك أكثر الأمم الماضية
[ ولقد أرسلنا فيهم منذرين ] أي أرسلنا فيهم رسلا كثيرين يخوفونهم من عذاب الله، ولكنهم تمادوا في الغي والضلال
[ فأنظر كيف كان عاقبة المنذرين ] أي فأنظر يا محمد كيف كان مصير أمر هؤلاء المكذبين ؟ ألم نهلكهم فنصيرهم عبرة للعباد ؟
[ إلا عباد الله المخلصين ] أي لكن عباد الله المؤمنين الذين أخلصهم تعالي لطاعته، فإنهم نجوا من العذاب.. ثم شرع في بيان قصة نوح فقال
[ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ] اللام موطئة للقسم أي والله لقد استغاث بنا نوح، لما كذبه قومه، فلنعم المجيبون نحن له، وصيغة الجمع [ المجيبون ] للعظمة والكبرياء قال الصاوي : ذكر تعالي في هذه السورة سبع قصص :(قصة نوح، وقصة إبراهيم، وقصة الذبيح إسماعيل، وقصة موسي وهارون، وقصة إلياس، وقصة لوط، وقصة يونس )، وكل ذلك تسلية له، وتحذيرا لمن كفر من أمته
[ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم ] أي ونجيناه ومن آمن معه - أهله وأتباعه - من الغرق قال المفسرون : وكانوا ثمانين ما بين رجل وامرأة
[ وجعلنا ذريته هم الباقين ] أي وجعلنا ذرية نوح هم الذين بقوا في الأرض بعد هلاك قومه قال ابن عباس : أهل الأرض كلهم من ذرية نوح، قال في التسهيل : وذلك لأنه لما غرق الناس في الطوفان، ونجا نوح ومن كان معه في السفينة، تناسل الناس من أولاده الثلاثة (سام، وحام، ويافث )


الصفحة التالية
Icon