[ فرحوا بما عندهم من العلم ] أي فرح الكفار بما هم عليه من العلم الدنيوي، الخالي عن نور الهداية والوحي، فرح بطر وأشر، واغتروا بذلك العلم
[ وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون ] أي نزل بهم جزاء كفرهم واستهزائهم بالرسل والآيات
[ فلما رأوا بأسنا قالوا أمنا بالله وحده ] أي فلما رأوا شدة العذاب، وعاينوا أهواله وشدائده، قالوا آمنا بالله الواحد الأحد
[ وكفرنا بما كنا به مشركين ] أي كفرنا بالأصنام والأوثان التي أشركناها في العبادة مع الله
[ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ] أي فلم يكن ينفعهم ذلك الإيمان حين شاهدوا العذاب، لأنه إيمان عن قسر وإلجاء
[ سنة الله التي قد خلت فى عباده ] أي سن الله ذلك سنة ماضية في العباد، انه لا ينفع الإيمان إذا رأوا العذاب
[ وخسر هنالك الكافرون ] أي وخسر فى ذلك الوقت الكافرون بربهم، الجاحدون لتوحيد خالقهم ومالكهم، ويا لها من خسارة فادحة ؟ !.
البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
١ - ا لطبا ق بين [ الذنب.. والتوب ] وبين [ أمتنا.. وأحييتنا ] وبين [ صادقا.. وكاذبا ] وبين [ غدوا.. وعشيا ] وبين [ يحيي.. ويميت ] وبين [ الأعمى.. والبصير ].
٢ - المقابلة [ ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم، وإن يشرك به تؤمنوا ] ققد قابل بين التوحيد والإشراك، والكفر والإيمان وكذلك توجد المقابلة بين قوله تعالى [ يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع، وإن الآخرة هي دار القرار ] وهذه من المحسنات البديعية.
٣ - المجاز المرسل [ وينزل لكم من السماء رزقا ] أطلق الرزق وأراد المطر، لأن الماء سبب في جميع الأرزاق، فهو من إطلاق المسبب وإرادة السبب.
٤ - الاستعارة اللطيفة [ وما يستوي الأعمى والبصير ] استعار الأعمى للكافر، والبصير للمؤمن، على طريقة الاستعارة التمثيلية.
٥ - المجاز العقلي [ والنهار مبصرا ] من إسناد الشيء إلى زمانه، لأن النهار زمن للإبصار، والنهار نفسه لايبصر!
٦ - الكناية [ يلقي الروح من أمره ] الروح هنا كناية عن الوحي، لأنه كالروح للجسد.
٧ - صيغ المبالغة مثل :" كذاب، جبار، سميع، بصير، عليم " إلخ.
٨ - الجناس الناقص [ تفرحون.. تمرحون ] وكذلك [ صوركم فأحسن صوركم ].
٩ - التأكيد بإن واللام [ إن الساعة لآتية ].
١٠ - صيغة الحصر [ ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا ].
١١ - جناس الاشتقاق [ أرسلنا رسلا ].
١٢ -طباق السلب [ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ]. ١
١٣ - توافق رءوس الآيات مع السجع البديع، والكلام الذي يأخذ بالألباب، انظر روعة البيان، وتمعن قول القرآن وهو يتحدث عن مؤمن آل فرعون بذلك البيان الإلهى المعجز [ ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار. تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار.. ] الخ الآيات الكريمة التي هي أحلى من عقود الجمان.


الصفحة التالية
Icon