[ إن الذي أحياها لمحي الموتى ] أي إن الإله الذى أحيا الأرض بعد موتها، هو الذي يحي الأموات ويبعثهم من القبور
[ إنه على كل شيء قدير ] أي لا يعجزه جل وعلا شيء، فكما أخرج الزروع والثمار من الأرض المجدبة، فإنه قادر على إحياء الموتى.. ثم توعد تعالى من يلحد في آياته بعد ظهور الأدلة والبراهين على وجوده، فقال سبحانه
[ إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا ] أي إن الذين يطعنون في آياتنا، بالتحريف والتكذيب والإنكار لها، لا يغيب أمرهم عنا فنحن لهم بالمرصاد، وفيه وعيد وتهديد قال قتادة : الإلحاد الكفر والعناد قال ابن عباس : هو تبديل الكلام ووضعه في غير موضعه
[ أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة ] أى أفمن يطرح في جهنم مع الخوف، أفضل أم من يكون في الجنة آمنا من عذاب الله يوم القيامة ؟ قال الرازي : والغرض التنبيه على أن الملحدين في آيات الله يلقون في النار، وإن المؤمنين بآيات الله يكونون آمنين يوم القيامة، وشتان ما بينهما
[ اعملوا ما شئتم ] أي افعلوا ما تشاءون في هذه الحياة، وهو تهديد لا إباحة، ملفع بظل الوعيد، بدليل قوله تعالى
[ إنه بما تعملون بصير ] أي هو تعالى مطلع على أعمالكم، لا تخفى عليه خافية من أحوالكم، وسيجازيكم عليها
[ إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ] أي إن الذين كذبوا بالقرآن حين جاءهم من عند الله، وخبر " إن " محذوف لتهويل الأمر، كأنه قيل : سيجازون بكفرهم جزاء لا يكاد يوصف، لشدة بشاعته وفظاعته،
[ وإنه لكتاب عزيز ] أي وإنه لكتاب غالب بقوة الحجة، لا نظير له، لما احتوى عليه من الإعجاز، يدفع كل جاحد، ويقمع كل معاند
[ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ] أي لا يتطرق إليه الباطل من جهة من الجهات، ولا مجال للطعن فيه قال ابن كثير : أي ليس للبطلان إليه سبيل، لأنه منزل من رب العالمين
[ تنزيل من حكيم حميد ] أي هو تنزيل من إله حكيم في تشريعه وأحواله وأفعاله، محمود من خلقه بسبب كثرة نعمه.. ثم سلى تعالى نبيه على ما يصيبه من أذى الكفار فقال
[ ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ] أي ما يقول لك كفار قومك، إلا ما قد قال الكفار للرسل قبلهم، من الكلام المؤذي، والطعن فيما أنزل الله قال القرطبي : يعزي نبيه ويسليه من أذى وتكذيب قومه
[ إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم ] أي إن ربك يا محمد، لهو الغفور لذنوب المؤمنين، ذو العقاب الشديد للكافرين، ففوض أمرك إليه فإنه ينتقم لك من أعدائك.. ثم ذكر تعالى تعنت الكافرين ومكابرتهم للحق بعد سطوعه وظهوره فقال
[ ولو جعلناه قرآنا أعجميا ] أي لو أنزلنا هذا القرآن بلغة العجم
[ لقالوا لولا فصلت آياته ] أي لقال المشركون : هلا بينت آياته بلسان نفهمه، وهلا نزل بلغتنا ؟