[ له ما في السموات وما في الأرض ] أي له جميع ما في الكون، ملكا وخلقا وعبيدا
[ وهو العلى العظيم ] أي هو المتعالي فوق خلقه، المنفرد بالكبرياء والعظمة
[ تكاد السموات يتفطرن من فوقهن ] أي تكاد السموات يتشققن من عظمة الله وجلاله، ومن شناعة ما يقوله المشركون، من اتخاذ الله الولد
[ والملائكة يسبحون بحمد ربهم ] أي والملائكة الأبرار دائبون في تسبيح الله، ينزهونه عما لا يليق به
[ ويستغفرون لمن في الأرض ] أي ويطلبون المغفرة لذنوب من في الأرض من المؤمنين، قال في التسهيل : والآية عموم يراد به الخصوص، لأن الملائكة إنما يستغفرون للمؤمنين من أهل الأرض، فهي كقوله تعالى [ ويستغفرون للذين آمنوا ]
[ ألا إن الله هو الغفور الرحيم ] أي ألا فانتبهوا أيها القوم، إن الله هو الغفور لذنوب عباده، الرحيم بهم، حيث لا يعاجلهم بالعقوبة، مع كفرهم وعصيانهم قال القرطبي : هيب وعظم جل وعلا في الابتداء، وألطف وبشر في الانتهاء
[ والذين اتخذوا من دونه أولياء ] أي جعلوا له شركاء وأندادا
[ آلله حفيظ عليهم ] أي الله تعالى رقيب على أحوالهم وأعمالهم، لا يفوته منها شي : ، وهو محاسبهم عليها
[ وما أنت عليهم بوكيل ] أي وما أنت يا محمد بموكل على أعمالهم، حتى تقسرهم على الإيمان، إنما أنت منذر فحسب
[ وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا ] أي وكما أوحينا إلى الرسل قبلك، أوحينا إليك يا محمد قرانا عربيا معجزا، بلسان العرب، لا لبس فيه ولا غموض
[ لتنذر أم القرى ومن حولها ] أي لتنذر بهذا القرآن أهل مكة، ومن حولها من البلدان قال الإمام الفخر : وأم القرى أصل القرى وهى مكة، وسميت بهذا الاسم إجلالا لها، لأن فيها البيت، ومقام إبراهيم، والعرب تسمي أصل كل شيء أم، حتى يقال : هذه القصيدة من أمهات قصائد فلان
[ وتنذر يوم الجمع ] أي وتخوف الناس ذلك اليوم الرهيب، يوم اجتماع الخلائق للحساب، في صعيد واحد، يبصرهم الناظر، ويسمعهم السامع
[ لا ريب فيه ] أي لا شك في وقوعه، ولا محالة من حدوثه
[ فريق في الجنة وفريق في السعير ] اي فريق منهم في جنات النعيم وهم المؤمنون، وفريق منهم في دركات الجحيم وهم الكافرون، حيث ينقسمون بعد الحساب إلى أشقياء وسعداء كقوله تعالى [ فمنهم شقى وسعيد ]
[ ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ] أي لو شاء الله لجعل الناس كلهم مهتدين، أهل دين واحد، وملة واحدة، وهي (الإسلام ) قال الضحاك : أهل دين واحد، أهل ضلالة أو أهل هدى
[ ولكن يدخل من يشاء في رحمته ] أي ولكنه تعالى حكيم، لا يفعل إلا ما فيه المصلحة، فمن علم منه اختيار الهدى يهديه، فيدخله بذلك في جنته، ومن علم منه اختيار الضلال، يضله فيدخله بذلك السعير، ولهذا قال
[ والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير ] أي والكافرون ليس لهم ولى يتولاهم يوم القيامة، ولا نصير ينصرهم من عذاب الله قال أبو حيان : والآية تسلية للرسول (ص) عما كان يقاسيه من كفر قومه، وتوقيف على أن ذلك راجع إلى مشيئته جل وعلا، ولكن من سبقت له السعادة، أدخله الله في رحمته، يعني دين الإسلام
[ أم اتخذوا من دونه أولياء ] استفهام على سبيل الإنكار أي بل هل اتخذ المشركون من دون الله آلهة ؟ يستعينون بهم، ويطلبون نصرهم وشفاعتهم ؟
[ فالله هو الولى ] أي فالله وحده هو الولى الحق، الناصر للمؤمنين، لا ولي سواه
[ وهو يحي الموتى ] أي هو تعالى القادر على إحياء الموتى، لا تلك الأصنام التي لا تضر ولا تنفع
[ وهو على كل شيء قدير ] أي والله جل وعلا لا يعجزه شيء، فهو الحقيق بأن يتخذ وليا من دون ما سواه