سورة الطور
مكية وآياتها تسع وأربعون آية
بين يدي السورة
* سورة الطور من السور المكية التى تعالج موضوع العقيدة الإسلامية، وتبحث في أصول العقيدة وهي (الوحدانية، والرسالة، والبعث والجزاء) شأنها كشأن سائر السور المكية، التي تتناول أمور العقيدة الإسلامية.
* ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن أهوال الآخرة وشدائدها، وعما يلقاه الكافرون في ذلك الموقف الرهيب " موقف الحساب " وأقسمت على أن العذاب نازل بالكفار لا محالة، لا يمنعه مانع، ولا يدفعه د افع، وكان القسم بأمور خمسة تنبيها على أهمية الموضوع [ والطور. وكتاب مسطور. في رق منشور. والبيت المعمور. والسقف المرفوع. والبحر المسجور. إن عذاب ربك لواقع. ما له من دافع.. ] الآيات.
* ثم تناولت الحديث عن المتقين وهم في جنات النعيم، على سرر متقابلين، وقد جمع الله لهم أنواع السعادة " الحور العين، واجتماع الشمل بالذرية والبنين، والتنعم والتلذذ بأنواع المآكل والمشارب، من فواكه وثمار، ولحوم متنوعة مما يشتهى ويستطاب، إلى غير ما هنالك من أنواع النعيم، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر [ إن المتقين في جنات ونعيم. فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم.. ] الآيات.
* ثم تحدثت عن رسالة محمد بن عبد الله صلوات الله عليه، وأمرته بالاستمرار بالدعوة، والتذكير والإنذار للكفرة الفجار، غير عابىء بما يقوله المشركون، وما يفتريه المفترون، حول الرسالة والرسول، فليس محمد (ص) بإنعام الله عليه بالنبوة وإكرامه بالرسالة بكاهن ولا مجنون كما زعم المجرمون [ فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون.. ] الآيات.
* ثم أنكرت السورة على المشركين مزاعمهم الباطلة في شأن نبوة محمد (ص)، وردت عليهم بالحجج الدامغة والبراهين القاطعة التي تقصم ظهر الباطل، وآقامت الدلائل على صدق رسالة محمد (ص)
[ أم يقولون تقؤله بل لا يؤمنون. فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين صادقين.. ] الآيات.
* وختمت السورة الكريمة بالتهكم بالكافرين وأوثانهم بطريق التوبيخ والتقريع، وبينت شدة عنادهم، وفرط طغيانهم، وأمرت الرسول (ص)، بالصبر على تحمل الأذى في سبيل الله، حتى يأتي نصر الله [ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم. ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ].
التسمية :
سميت " سورة الطور " لأن الله تعالى بدأ السورة الكريمة بالقسم بجبل الطور الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام، ونال ذلك الجبل من الأنوار والتجليات والفيوضات الإلهية ما جعله مكانا وبقعة مشرفة على سائر الجبال في بقاع الأرض.
قال الله تعالى :[ والطور، وكتاب مسطور.. إلى.. إنه هو البر الرحيم ]. من آية (١) إلى نهاية آية (٢٨).
اللغة :
[ رق ] الرق بالفتح والكسر جلد رقيق يكتب فيه وقال أبو عبيدة : الرق الورق وفي الصحاح : الرق بالفتح ما يكتب فيه وهو جلد رقيق
[ المسجور ] الموقد نارا يقال : سجرت النار أي أوقدتها
[ تمور ] مار الشيء يمور مورا إذا تحرك واضطرب، وجاء وذهب، قال جرير : وما زالت القتلى تمور دماؤها بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
[ يدعون ] يدفعون بشدة وعنف، والدع : الدفع بشدة وإهانة
[ ألتناهم ] أنقصناهم
[ رهين ] محبوس
[ السموم ] الريح الحارة النافذة في المسام من شدة حرها ولهبها.
التفسير :
[ والطور وكتاب مسطور ] أقسم تعالى بجبل الطور الذي كلم الله عليه موسى، وأقسم بالكتاب الذي أنزله الله على خاتم رسله وهو القرآن العظيم المكتوب
[ في رق ] أي في أديم من الجلد الرقيق


الصفحة التالية
Icon