[ إنا أرسلنا عليهم حاصبا ] أي أرسلنا عليهم حجارة، قذفوا بها من السماء، قال ابن كثير : أمر تعالى جبريل فحمل مدائنهم حتى وصل بها إلى عنان السماء، ثم قلبها عليهم وأرسلها، وأتبعت بحجارة من سجيل منضود، والحاصب هى الحجارة
[ إلا آل لوط ] أي غير لوط وأتباعه المؤمنين
[ نجيناهم بسحر ] أي نجيناهم من الهلاك قبيل الصبح وقت السحر
[ نعمة من عندنا ] أي إنعاما منا عليهم نجيناهم من العذاب
[ كذلك نجزي من شكر ] أي مثل ذلك الجزاء الكريم، نجزي من شكر نعمتنا بالإيمان والطاعة
[ ولقد أنذرهم بطشتنا ] أي ولقد خوفهم لوط عقوبتنا الشديدة، وانتقامنا منهم بالعذاب
[ فتماروا بالنذر ] أي فتشككوا وكذبوا بالإنذار والوعيد
[ ولقد راودوه عن ضيفه ] أي طلبوا منه أن يسلم لهم أضيافه، وهم (الملائكة) ليفجروا بهم بطريق اللواطة
[ فطمسنا أعينهم ] أي أعمينا أعينهم، وأزلنا أثرها حتى فقدوا أبصارهم، قال المفسرون : لما جاءت الملائكة إلى لوط فى صورة شباب مرد حسان، أضافهم لوط عليه السلام، فجاء قومه يهرعون إليه لقصد الفاحشة بهم، فأغلق لوط دونهم الباب، فجعلوا يحاولون كسر الباب، فخرج عليهم جبريل فضرب أعينهم بطرف جناحه، فانطمست أعينهم وعموا
[ فذوقوا عذابي ونذر ] أي فذوقوا عذابي وإنذاري، الذي أنذركم به لوط
[ ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر ] أي جاءهم وقت الصبح عذاب دائم متصل بعذاب الآخرة، قال الصاوي : وذلك أن جبريل قلع بلادهم فرفعها ثم قلبها بهم، وأمطر عليهم حجارة من سجيل، واتصل عذاب الدنيا بعذاب الآخرة، فلا يزول عنهم حتى يصلوا إلى النار
[ فذوقوا عذابي ونذر ] أي فذوقوا أيها المجرمون عذابي الأليم، وإنذاري لكم على لسان رسولي
[ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ] أي ولقد يسرنا القرآن للحفظ والتدبر، فهل من متعظ ومعتبر ؟ قال المفسرون : حكمة تكرار ذلك في كل قصة، التنبيه على الاتعاظ والتدبر في أنباء الغابرين، وللإشارة إلى أن تكذيب كل رسول مقتضى لنزول العذاب، كما كرر قوله :[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] في سورة الرحمن تقريرا للنعم المختلفة المعدودة، فكلما ذكر نعمة، وبخ على التكذيب بها
[ ولقد جاء آل فرعون النذر ] أي جاء فرعون وقومه، الإنذارات المتكررة، فلم يعتبروا، قال أبو السعود : صدرت قصتهم بالقسم المؤكد، لإبراز كمال الاعتناء بشأنها، لغاية عظم ما فيها من الآيات وكثرتها، وهول ما لاقوه من العذاب، وفرعون رأس الطغيان
[ كذبوا بآياتنا كلها ] أي كذبوا بالمعجزات التسع، التي أعطيها موسى (( قال القرطبي : المراد المعجزات الدالة على توحيد الله ونبوة موسى وهي : العصا، واليد، والسنون، والطمس، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم )).
[ فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ] أي فانتقمنا منهم بإغراقهم في البحر، وأخذناهم بالعذاب أخذ إله غالب في انتقامه، قادر على إهلاكهم، لا يعجزه شىء.. ثم خوف تعالى كفار مكة، فقال سبحانه :
[ أكفاركم خير من أولئكم ] ؟ الاستفهام إنكاري للتقريع والوبيخ، أي هل كفاركم يا معشر العرب، خير من أولئكم الكفار، الذين أحللت بهم نقمتي ؟ مثل قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط، وقوم فرعون، حتى لا أعذبهم ؟ قال القرطبى : استفهام إنكار ومعناه النفي، أي ليس كفاركم خيرا من كفار من تقدم من الأمم، الذين أهلكوا بكفرهم
[ أم لكم براءة في الزبر ] أي أم لكم يا كفار قريش براءة من العذاب، في الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء ؟
[ أم يقولون نحن جميع منتصر ] أي هل يقولون نحن جمع كثير، واثقون بكثرتنا وقوتنا، منتصرون على محمد ؟ قال تعالى ردا عليهم :