[ فيهما عينان تجريان ] أي في كل واحدة من الجنتين عين جارية، تجري بالماء الزلال، كقوله تعالى :[ فيها عين جارية ] قال ابن كثير : أي تسرحان لسقي تلك الأشجار والأغصان، فتعمر من جميع الألوان قال الحسن : تجريان بالماء الزلال إحداهما التسنيم، والأخرى السلسبيل
[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] تقدم تفسيره
[ فيهما من كل فاكهة زوجان ] أي فيهما من جميع أنواع الفواكه والثمار صنفان : معروف، وغريب لم يعرفوه في الدنيا، قال ابن عباس : ما فى الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة، إلا وهي في الجنة حتى الحنظل، إلا أنه حلو، وليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء
[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] تقدم تفسيره، قال الفخر الرازي : أن قوله تعالى :[ ذواتا أفنان ] و[ فيهما عينان تجريان ] و[ فيهما من كل فاكهة زوجان ] كلها أوصاف للجنتين المذكورتين، وإنما فصل بين الأغصان والفواكه، بذكر العينين الجاريتين على عادة المتنعمين، فإنهم إذا دخلوا البستان لا يبادرون إلى أكل الثمار، بل يقدمون التفرج على الأكل، مع أن الإنسان في بستان الدنيا لا يأكل حتى يجوع ويشتهي شهوة شديدة، فكيف في الجنة !! فذكر تعالى ما يتم به النزهة وهو خضرة الأشجار، وجريان الأنهار، ثم ذكر ما يكون بعد النزهة وهو أكل الثمار، فسبحان من يأتي بالآيات، بأحسن المعاني فى أبين المبانى
[ متكئين على فرش بطائنها من إستبرق ] أي مضطجعين في جنان الخلد، على فرش وثيرة بطائنها من ديباج - وهو الحرير السميك - المزين بالذهب، وهذا يدل على نهاية شرفها، لأن البطانة إذا كانت بهذا الوصف، فما بالك بالظهارة ؟ قال ابن مسعود : هذه البطائن فكيف لو رأيتم الظواهر ؟ وقال ابن عباس : لما سئل عن الآية : ذلك مما قال الله تعالى :[ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ]
[ وجنى الجنتين دان ] اي ثمرها قريب يناله القاعد، والقائم، والنائم، بخلاف ثمار الدنيا، فإنها لا تنال إلا بكد وتعب، قال ابن عباس : تدنو الشجرة حتى يجتنيها ولى الله، إن شاء قائما، وإن شاء قاعدا، وإن شاء مضطجعا
[ فبأى آلاء ربكما تكذبان ] تقدم تفسيره
[ فيهن قاصرات الطرف ] أي في تلك الجنان نساء قاصرات الطرف، قصرن أعينهن على أزواجهن، فلا يرين غيرهم، كما هو حال المخدرات العفائف
[ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ] أي لم يمسهن ولم يجامعهن أحد قبل أزواجهن، لا من الإنس ولا من الجن، بل هن أبكار عذارى، قال الألوسي : وأصل الطمث خروج الدم، ولذلك يقال للحيض طمث، ثم أطلق على جماع الأبكار، لما فيه من خروج الدم، ثم على كل جماع، وإن لم يكن فيه خروج دم
[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] أي فبأي نعم الله الجليلة تكذبان يا معشر الإنس والجن ؟
[ كأنهن الياقوت والمرجان ] أي كأنهن يشبهن الياقوت والمرجان، في صفائهن وحمرتهن، قال قتادة : كأنهن في صفاء الياقوت وحمرة المرجان، لو أدخلت فى الياقوت سلكا، ثم نظرت إليه لرأيته من ورائه وفي الحديث :(إن المرأة من نساء أهل الجنة، ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة من حرير، حتى يرى مخها)
[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] تقدم تفسيره
[ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ] أي ما جزاء من أحسن في الدنيا، إلا أن يحسن إليه في الآخرة، قال أبو السعود : أي ما جزاء الإحسان في العمل، إلا الإحسان في آلثواب والغرض أن من قدم المعروف والإحسان، استحق الإنعام والإكرام
[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] تقدم تفسيره


الصفحة التالية
Icon