[ ومن دونهما جنتان ] أي ومن دون تلك الجنتين في الفضيلة والقدر، جنتان أخريان، قال المفسرون : الجنتان الأوليان للسابقين، والأخريان لأصحاب اليمين، ولا شك أن مقام السابقين أعظم وأرفع، لقوله تعالى :[ فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ؟ وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة ؟ والسابقون السابقون أولئك المقربون ]
[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] أي فبأي نعم الله الجليلة تكذبان يا معشر الإنس والجن ؟
[ مدهامتان ] أي سوداوان من شدة الخضرة والرى، قال الألوسي : والمراد أنهما شديدتا الخضرة، والخضرة إذا اشتدت ضربت إلى السواد، وذلك من كثرة الرى بالماء
[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] تقدم تفسيره
[ فيهما عينان نضاختان ] أي فوارتان بالماء لا تنقطعان، وقال ابن مسعود وابن عباس : تتضج على أولياء الله بالمسك والعنبر، والكافور في دور أهل الجنة كزخ المطر
[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] تقدم تفسيره
[ فيهما فاكهة ونخل ورمان ] أى في الجنتين من أنواع الفواكه كلها، وأنواع النخل والرمان، وإنما ذكر النخل والرمان، تنبيها على فضلهما وشرفهما على سائر الفواكه، ولأنهما غالب فاكهة العرب، قال الألوسي : ثم إن نخل الجنة ورمانها وراء ما نعرفه
[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] لقدم تفسيره
[ فيهن خيرات حسان ] أي في تلك الجنان نساء صالحات، كريمات الأخلاق، حسان الوجوه
[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] تقدم تفسيره
[ حور مقصورات فى الخيام ] أي من الحور العين المخدرات المستورات، لا يخرجن لكرامتهن وشرفهن، قد قصرن في خدورهن في خيام اللؤلؤ المجوف، قال أبو حيان : والنساء تمدح بذلك إذ ملازمتهن البيوت تدل على صيانتهن، قال الحسن : لسن بطوافات في الطرق، وخيام الجنة بيوت اللؤلؤ، وفي الحديث :(إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون )
[ فبأى آلاء ربكما تكذبان ] تقدم تفسيره
[ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ] أي لم يجامعهن ولم يغشهن أحد قبل أزواجهم، لا من الإنس ولا من الجن، قال في التسهيل : الجنتان المذكورتان أولا للسابقين، والجنتان المذكورتان ثانيا لأصحاب اليمين، وانظر كيف جعل أوصاف الجنتين الأوليين، أعلى من أوصاف الجنتين اللتين بعدهما، فقال هناك :[ فيهما عينان تجريان ] وقال هنا :[ فيهما عينان نضاختان، والجري أشد من النضخ، وقال هناك :[ فيهما من كل فاكهة زوجان ] وقال هنا :[ فيهما فاكهة ونخل ورمان ] والأول أعم وأشمل، وقال في صفة الحور هناك :[ كأنهن الياقوت والمرجان ] وقال هنا :[ فيهن خيرات حسان ] وليس كل حسن كحسن الياقوت والمرجان، فالوصف هناك أبلغ، وقال هناك في وصف الفرش :[ متكئين على فرش بطائنها من استبرق ] وهو الديباج وقال هنا :[ متكئين على رفرف خضر ] ولا شك في أن الفرش المعدة للاتكاء، أفضل من فضل الخباء
[ فبأى آلاء ربكما تكذبان ] أي فبأي نعم الله الجليلة تكذبان يا معشر الإنسر والجن ؟
[ متكئين على رفرف خضر ] أي مستندين على وسائد خضر من وسائد الجنة (( هذا قول الحسن وقال ابن عباس : الرفرف : فضول المحابس وهي ما يطرح على ظهر الفراش للنوم عليه )).
[ وعبقرى حسان ] أي وطنافس ثخينة مزخرفة، محلاة بأنواع الصور والزينة، قال الصاوي : وهي نسبة إلى " عبقر " قرية بناحية اليمن، ينسج فيها بسط منقوشة، بلغت النهاية فى الحسن، فقرب الله لنا فرش الجنتين، بتلك البسط المنقوشة
[ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] أي فبأي نعمة من نعم الله تعالى تكذبان يا معشر الإنس والجن
[ تبارك اسم ربك ] أي تنزه وتقدس الله العظيم الجليل، وكثرت خيراته وفاضت بركاته