[ آدعوهم لأبائهم هو أقسط عند الله ] أي انسبوا هؤلاء الذين جعلتموهم لكم أبناء لآبائهم الأصلاء [ هو أقسط عند الله ] أي هو أعدل وأقسط في حكم الله وشرعه قال ابن جرير : أي دعاؤكم إياهم لآبائهم هو أعدل عند الله، وأصدق وأصوب، من دعائكم إياهم لغير آبائهم
[ فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ] اي فإن لم تعرفوا آباءهم الأصلاء فتنسبوهم إليهم، فهم إخوانكم في الإسلام
[ ومواليكم ] أي أولياؤكم فى الدين، فليقل أحدكم : يا أخي ولى مولاي، يقصد إخوة الدين وولايته، قال ابن كثير : أمر تعالى برد أنساب الأدعياء إلى أبائهم إن عرفوا، فإن لم يعرفوا فهم إخوانهم في الدين ومواليهم، عوضا عما فاتهم من النسب، ولهذا قال رسول الله (ص) لزيد بن حارلة :" أنت أخونا ومولانا " وقال ابن عمر : ما كنا ندعو " زيد بن حارثة " إلا زيد بن محمد حتى نزلت [ ادعوهم لأبانهم هو أقسط عند الله ]
[ وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ] أي وليس عليكم أيها المؤمنون ذنب أو إثم، فيمن نسبتموهم إلى غير آبائهم خطأ
[ ولكن ما تعمدت قلوبكم ] أي ولكن الإثم فيما تقصدتم وتعمدتم نسبته إلى غير أبيه
[ وكان الله غفورا رحيما ] أي واسع المغفرة، عظيم الرحمة، يعفو عن المخطىء، ويرحم المؤمن التائب.. لم يبين تعالى شفقة الرسول (ص) على أمته ونصحه لهم فقال سبحانه :
[ النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ] أي هو عليه السلام أرأف بهم، وأعطف عليهم، وأحن بهم من أنفسهم، في كل شيء من أمور الدين والدنيا، وحكمه أنفذ، وطاعته أوجب
[ وأزواجه أمهاتهم ] أي وزوجاته الطاهرات أمهات للمؤمنين، في وجوب تعظيمهن واحترامهن، وتحريم نكاحهن، قال أبو السعود : أي منزلات منزلة الأمهات، في التحريم واستحقاق التعظيم، وأما فيما عدا ذلك فهن كالأجنبيات
[ وأولوا آلأرحام ] أي أهل القرابات
[ بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين ] أي أحق بالإرث من المهاجرين والأنصار في شرع الله ودينه
[ إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا ] أي إلا أن تحسنوا إلى إخوانكم المؤمنين والمهاجرين في حياتكم، أو توصوا إليهم عند الموت، فإن ذلك جائز، وبسط اليد بالمعروف مما حث الله عباده عليه، قال المفسرون : وهذا نسخ لما كان فى صدر الإسلام من توارث المسلمين من بعضهم بالأخوة الإيمانية وبالهجرة ونحوها
[ كان ذلك فى الكتاب مسطورا ] أي كان حكم التوارث بين ذوي الأرحام، مكتوبا مسطرا في الكتاب العزيز، لا يبدل ولا يغير، قال قتادة : أي مكتوبا عند الله عز وجل ألا يرث كافر مسلما
[ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ] أي اذكر وقت أخذنا من النبيين عهدهم المؤكد باليمين، أن يفوا بما التزموا، وأن يصدق بعضهم بعضا، وان يؤمنوا برسالة محمد (ص) ورسالاتهم
[ ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ] أي وأخذنا منك يا محمد الميثاق، ومن (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى) وهؤلاء هم أولو العزم ومشاهير الرسل، وإنما قدمه (ص) في الذكر لبيان مزيد شرفه وتعظيمه، قال البيضاوي : خصهم بالذكر لأنهم مشاهير أرباب الشرائع، وقدم نبيا عليه الصلاة والسلام تعظيما له وتكريما لشأنه وقال ابن كثير : بدأ بالخاتم لشرفه صلوات الله عليه، وبيانا لعظم مكانته، ثم رتبهم بحسب وجودهم في الزمان
[ وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ] أي وأخذنا من الأنبياء عهدا وثيقا عظيما، على الوفاء بما التزموا به من تبليغ الرسالة