[ أولئك حزب الشيطان ] أي أولئك هم أتباع الشيطان وأعوانه وأنصاره
[ ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ] أي أتباع الشيطان وجنوده هم الكاملون في الخسران والضلالة، لأنهم فوتوا على أنفسهم النعيم الدائم وعرضوها للعذاب المقيم
[ إن الذين يحادون الله ورسوله ] أي يعادون الله ورسوله ويخالفون أمرهما
[ أولئك في الأذلين ] أي أولئك في جملة الأذلاء المبعدين من رحمة الله
[ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ] أي قضى الله وحكم في شرعه الخالد، أن الغلبة لدينه ورسله، وعباده المؤمنين
[ إن الله قوى عزيز ] أي هو تعالى قوى على نصر رسله وأوليائه، غالب على أعدائه، لا يقهر ولا يغلب، قال مقاتل : لما فتح الله مكة والطائف وخيبر للمؤمنين قالوا : نرجو أن يظهرنا الله على فارس والروم، فقال عبد الله ابن سلول : أتظنون أن الروم وفارس كبعض القرى التى غلبتم عليها ؟ ! والله إنهم لأكثر عددا، وأشد بطشا من أن تظنوا فيهم ذلك، فنزلت [ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ]
[ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ] أي لا يمكن أن ترى أيها السامع، جماعة يصدقون بالله وباليوم الآخر، يحبون ويوالون من عادى الله ورسوله، وخالف أمرهما، لأن من أحب الله عادى أعداءه، ولا يجتمع في قلب واحد، حب الله وحب أعدائه، كما لا يجتمع النور والظلام، قال المفسرون : غرض الآية النهي عن مصادقة ومحبة الكفرة والمجرمين، ولكنها جاءت بصورة إخبار، مبالغة في النهي والتحذير، قال الإمام الفخر : المعنى أنه لا يجتمع الإيمان مع حب أعداء الله، وذلك لأن من أحب أحدا امتنع أن يحب عدوه، لأنهما لا يجتمعان في القلب، فإذا حصل في القلب مودة أعداء الله، لم يحصل فيه الإيمان
[ ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ] أي ولو كان هؤلاء المحادون لله ورسوله، أقرب الناس إليهم، : الآباء، والأبناء، والإخوان، والعشيرة، فإن قضية الإيمان بالله تقتضي معاداة أعداء الله، قال في البحر : بدأ بالآباء لأن طاعتهم واجبة علىاآلأولاد، ثم بالأبناء لأنهم أعلق بالقلوب، ثم بالإخوان لأنهم بهم التعاضد، ثم بالعشيرة لأن بهم التناصر والمقاتلة والتغلب على الأعداء، كما قال القائل : لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا قال ابن كثير : نزلت [ ولو كانوا آباءهم ] في " أبي عبيدة " قتل أباه الجراح يوم بدر، [ أو أبناءهم ] في الصديق هم بقتل ابنه " عبد الرحمن بن أبي بكر " [ أو إخوانهم ] في " مصعب بن عمير " قتل أخاه (عبيد بن عمير) يومئذ [ أو عشيرتهم ] في " حمزة، وعلي، وعبيدة بن الحارث " قتلوا عتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة يوم بدر
[ أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ] أي أثبت الإيمان، ومكنه في قلوبهم، فهي مؤمنة موقنة مخلصة
[ وأيدهم بروح منه ] أي وقواهم بنصره وتأييده، قال ابن عباس : نصرهم على عدوهم، وسمى ذلك النصر (روحا) لأن به يحيا أمرهم
[ ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار ] أي ويدخلهم في الآخرة بساتين فسيحة، تجري من تحت قصورها أنهار الجنة
[ خالدين فيها ] أي ماكثين فيها أبد الآبدين
[ رضي الله عنهم ورضوا عنه ] أي قبل الله أعمالهم فرضي عنهم، ونالوا ثوابه فرضوا بما أعطاهم، وإنما ذكر رضوانه عليهم بعد دخولهم الجنة، لأنه أعظم النعم، وأجل المراتب، قال ابن كثير : وفي الآية سر بديع، وهو أنهم لما سخطوا على الأقارب والعشائر في الله تعالى، عوضهم الله بالرضا عنهم، وأرضاهم بما أعطاهم من النعيم المقيم، والفوز العظيم
[ أولئك حزب الله ] أي أولئك هم أحباب الله، وخاصته وأولياؤه