[ ألا إن حزب الله هم المفلحون ] أي هم الفائزون بخيري الدنيا والآخرة، وهذا في مقابلة قوله تعالى عن أتباع الشيطان :[ أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ].
البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
١ - صيغة المبالغة في [ إن الله سميع بصير ] وفي [ غفور رحيم ] وفي [ على كل شيء شهيد ].
٢ - الإطناب بذكر الأمهات [ ما من أمهاتهم إن أمهاتهم ] زيادة في التقرير والبيان.
٣ - الطباق [ ولا أدنى من ذلك ولا أكثر ] لأن معنى أدنى أقل فصار الطباق بينها وبين أكثر.
٤ - عطف الخاص على العام تنبيها على شرفه [ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ] فإن [ الذين أوتوا العلم ] دخلوا في المؤمنين أولا، ثم خصوا بالذكر ثانيا تعظيما لهم.
٥ - الاستعارة اللطيفة [ فقدموا ببن يدي نجواكم صدقة ] استعار اليدين لمعنى الظرف (قبل ) أي قبل نجواكم.
٦ - الاستفهام والمراد منه التعجيب [ ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم.. ]
٧ - الجناس الناقص بين [ يعلمون ] و[ يعملون ] لتغير الرسم.
٨ - المقابلة بين [ أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ] وبين [ أولئك حزب الشيطان.. ] ا لآية.
٩ -تحلية الجملة بفنون المؤكدات، مثل " ألا، وإن، وهم " في قوله :[ ألا إن حزب الله هم المفلحون ].
١٠ - توافق الفواصل في الحرف الأخير مثل [ الخاصرون الكاذبون خالدون يعملون ].
لطيفة :
روى الإمام أحمد عن أبي الطفيل أن " نافع بن عبد الحارث " لقى عمر بن الخطاب بعسفان - وكان عمر استعمله على مكة - فقال عمر : من استخلفت على أهل الوادي ؟ فقال : استخلفت عليهم " ابن أبزى " فقال : ومن ابن أبزى ؟ فقال : رجل من موالينا، فقال عمر : استخلفت عليهم مولى ؟ فقال يا امير المؤمنين : إنه قارىء لكتاب الله، عالم بالفرائض، قاض، فقال عمر رضي الله عنه : أما إن نبيكم (ص) قال :(إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين ) وهذا إشادة بفضل العلم والعلماء.