سورة الحشر
مدنية وآياتها أربع وعشرون آية
بين يدي السورة
* سورة الحشر مدنية وهي تعنى بجانب التشريع شأن سائر السور المدنية، والمحور الرئيسي الذي تدور عليه السورة الكريمة هو الحديث عن (غزوة بنى النضير) وهم اليهود الذين نقضوا العهد مع الرسول (ص) فأجلاهم عن المدينة المنورة، ولهذا كان ابن عباس يسمي هذه السورة (سورة بنى النضير) وفي هذه السورة الحديث عن المنافقين، الذين تحالفوا مع اليهود، وبإيجاز هي سورة " الغزوات والجهاد " والفيء والغنائم، وأخبار اليهود.
* ابتدأت السورة الكريمة بتنزيه الله وتمجيده، فالكون كله بما فيه من إنسان، وحيوان، ونبات، وجماد، شاهد بوحدانية الله، وقدرته وجلاله، ناطق بعظمته وسلطانه [ سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ] الآيات.
* ثم ذكرت السورة بعض آثار قدرته، ومظاهر عزته، بإجلاء اليهود من ديارهم وأوطانهم، مع ما كانوا فيه من الحصون والقلاع، وقد كانوا يعتقدون أنهم في عزة ومنعة، لا يستطيع أحد عليهم، فجاءهم بأس الله وعذابه من حيث لم يكن في حسابهم [ هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر.. ] الآيات.
* ثم تناولت السورة موضوع الفيء والغنيمة، فبينت شروطه وأحكامه، ووضحت الحكمة من تخصيص الفيء بالفقراء، لئلا يستأثر به الأغنياء، وليكون هناك بعض التعادل بين طبقات المجتمع، بما فيه خير الفريقين، وبما يحقق المصلحة العامة [ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين.. ] الآيات.
* وتناولت السورة أصحاب رسول الله (ص) بالثناء العاطر، فنوهت بفضائل المهاجرين، ومآثر الأنصار، فالمهاجرون هجروا الديار والأوطان حبا في الله، والأنصار نصروا دين الله، وآاثروا إخوانهم - المهاجرين - بالأموال والديار على أنفسهم، مع فقرهم وحاجتهم [ للفقراء الذين أخرجوا من ديارهم وأموالمم يبتغون فضلا من الله ورضوانا.. ] الآيات.
* وفي مقابلة ذكر المهاجرين والأنصار، ذكرت السورة المنافقين الأشرار، الذين تحالفوا مع اليهود ضد الإسلام، وضربت لهم أسوأ الأمثال، فمثلتهم بالشيطان الذي يغري الإنسان بالكفر والضلال، ثم يتخلى عنه ويخذله، وهكذا كان شأن المنافقين مع إخوانهم اليهود [ ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم.. ] الآيات.
* ووعظت السورة المؤمنين بتذكر ذلك اليوم الرهيب، الذي لا ينفع فيه حسب ولا نسب، ولا يفيد فيه جاه ولا مال، وبينت الفارق الهائل بين أهل الجنة وأهل النار، ومصير السعداء ومصير الأشقياء في دار العدل والجزاء [ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد.. ] الآيات.
* وختمت السورة بذكر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا وبتنزيهه عن صفات النقص [ هو الله الذي لا إله إلا هو.. ] الآيات إلى نهاية السورة الكريمة، وهكذا يتناسق البدء مع الختام، في أبدع تناسق ووئام !!
قال الله تعالى :[ سبح لله ما في السموات وما في الأرض... ] إلى قوله [ ربنا إنك رءوف رحيم ] من آية (١) إلى نهاية آية (١٠).
اللغة :
[ الحشر ] الجمع، وسمي يوم القيامة يوم الحشر لأنه يوم اجتماع الناس للحساب والجزاء، ومنه قوله تعالى
[ وحشر لسليمان جنود ] أي جمع له الجنود
[ قذف ] ألقى وأنزل بشدة
[ الجلاء ] الخروج من الوطن مع الأهل والولد
[ شاقوا ] عادوا وخالفوا
[ لينة ] بكسر اللام النخلة القريبة من الأرض، الكريمة الطيبة، سميت لينة لجودة ثمره، وأنشد الأخفش : قد شجاني الحمام حين تغنى بفراق الأحباب من فوق لينة