[ أوجفتم ] الوجيف : سرعة السير يقال : أوجف البعير إذا حثه وحمله على السير السريع
[ دولة ] بضم الدال الشيء الذي يتداول من الأموال، وينتقل من يد إلى يد
[ خصاصة ] فقر واحتياج
[ فلا ] حقدا وضغينة
[ رءوف ] الرأفة : الشفقة والرحمة.
سبب النزول :
لما نقض اليهود " بنو النضير " العهد مع رسول الله (ص) حاصرهم، وأمر بقطع نخيلهم وإحراقه، إهانة لهم وإرعابا لقلوبهم، فقالوا يا محمد : الست تزعم أنك نبى ؟ وأنك تنهى عن الفساد ؟ فما بالك تأمر بقطع الأشجار وتحريقها ؟ فأنزل الله تعالى :[ ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله.. ] الآية.
التفسير :
[ سبح لله ما في السموات وما في الأرض ] أي نزه الله تعالى ومجده وقدسه جميع ما في السموات والأرض، من ملك، الإنسان، وجماد، وشجر، وحجر، كقوله تعالى :[ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ] قال ابن كثير : يخبر تعالى أن جميع ما في السموات والأرض، يسبح له ويمجده ويقدسه ويوحده
[ وهو العزيز الحكيم ] أي وهو العزيز في ملكه، الحكيم في صنعه
[ هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم ] بيان لبعض آثار قدرته تعالى الباهرة، وعزته الظاهرة، أي هو جل وعلا الذي أخرج يهود " بني النضير " من مساكنهم بالمدينة المنورة
[ لأول الحشر ] أي في أول مرة حشروا - أي جمعوا - وأخرجوا فيها من جزيرة العرب، إذ لم يصبهم هذا الذل قبل ذلك، قال البيضاوي : لما (ص)من المدينة صالح " بني النضير " على ألا يكونوا معه، ولا عليه، فلما ظهر يوم بدر قالوا : إنه النبي المنعوت في التوراة بالنصرة، لا ترد له راية، فلما هزم المسلمون يوم أحد، ارتابوا ونكثوا، وخرج (كعب بن الأشرف) في أربعين راكبا إلى مكة، وحالفوا " أبا سفيان " فأمر رسول الله (ص) " محمد بن مسلمة " أخا كعب من الرضاعة فقتله غيلة، ثم صبحهم بالكتائب وحاصرهم، حتى صالحوه على الجلاء، فجلا أكثرهم إلى الشام، ولحقت طائفة بخيبر، فذلك قوله تعالى :[ هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ] قال الألوسي : ومعنى [ لأول الحشر ] أن هذا أول حشرهم إلى الشام، أي أول ما حشروا وأخرجوا، ونبه بلفظ [ أول ] على أنهم لم يصبهم جلاء قبله
[ ما ظننتم أن يخرجوا ] أي ما ظننتم أيها المؤمنون، أن يخرجوا من أوطانهم وديارهم، بهذا الذل والهوان، لعزتهم ومنعتهم، وشدة بأسهم، حيث كانوا أصحاب حصون وعقار، ونخيل وثمار
[ وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ] أي وظنوا أن حصونهم الحصينة، تمنعهم من بأس الله، وتدفع عنهم عذابه وانتقامه، قال البيضاوي : والأصل أن يقال : وظنوا أن حصونهم تمنعهم أو مانعتهم من بأس الله، وتغيير النظم بتقديم الخبر، واسناد الجملة إلى ضميرهم، للدلالة على فرط وثوقهم بكونها حصينة، بحيث ظنوا أنه لا يخرجهم منها أحد، لأنهم في عزة ومنعة
[ فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ] أي فجاءهم بأس الله وعذابه، من حيث لم يكن في حسابهم، ولم يخطر ببالهم
[ وقذف في قلوبهم الرعب ] أي وألقى في قلوب بني النضير الخوف الشديد، مما أضعف قوتهم، وسلبهم الأمن والطمأنينة، حتى نزلوا على حكم رسول الله (ص) وفي الحديث :(نصرت بالرعب من مسيرة شهر) (( طرف من حديث شريف أخرجه البخاري ومسلم ونص الحديث (أعطيت خمسا لم يعطهن احد قبلي : نصرت بالرعب من مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت الشفاعة... ) الحديث )).