[ شتى ] متفرقة يقال : تشتت جمعهم أي تفرق
[ خاشعا ] ذليلا خاضعا
[ متصدعا ] متشققا تصدع البنيان أي تشقق
[ القدوس ] المنزه عن كل نقص. وعيب
[ المؤمن ] المصدق لرسله بالمعجزات
[ المهيمن ] الرقيب على كل شيء
[ العزيز ] القوي الغالب
[ الجبار ] العظيم القاهر، صاحب العظمة والجبروت
[ المتكبر ] المبالغ في الكبرياء والعظمة
[ البارىء ] المبدع المخترع
[ المصور ] خالق الصور على أبدع وجه.
التفسير :
[ ألم تر إلى الذين نافقوا ] تعجيب من الله تعالى لرسوله من حال المنافقين، أي ألا تعجب يا محمد من شأن هؤلاء المنافقين، الذين أظهروا خلاف ما أضمروا ؟
[ يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب ] أي يقولون ليهود بني قريظة والنضير، الذين كفروا برسالة محمد (ص)
[ لئن أخرجتم لنخرجن معكم ] أي لئن أخرجتم من المدينة لنخرجن معكم منها، قال في التسهيل : نزلت في (عبد الله بن أبي ابن سلول ) وقوم من المنافقين، بعثوا إلى بني النضير وقالوا لهم : اثبتوا في حصونكم، فإنا معكم كيف ما تقلبت حالكم، وإنما جعل المنافقين إخوانهم لأنهم كفار مثلهم
[ ولا نطيع فيكم أحدا أبدا ] أي ولا نطيع أمر محمد في قتالكم، ولا نسمع من أحد، إذا أمرنا بخذلانكم
[ وإن قوتلتم لننصرنكم ] أي ولئن قاتلكم أحد لنعاوننكم على عدوكم، ونكون بجانبكم
[ والله يشهد أنهم لكاذبون ] أي والله يشهد إن المنافقين لكاذبون فيما قالوه ووعدوهم به.. ثم أخبر الله عن حال المنافقين بالتفصيل، فقال سبحانه :
[ لئن اخرجوا لا يخرجون معهم ] أي لئن أخرج اليهود لا يخرج المنافقون معهم
[ ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ] أي ولئن قوتل اليهود لا ينصرهم المنافقون ولا يقاتلون معهم، قال القرطبي : وفي هذا دليل على صحة نبؤة محمد (ص)من جهة أمر الغيب، لأنهم أخرجوا فلم يخرجوا معهم، وقوتلوا فلم ينصروهم كما أخبر عنه القرآن
[ ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون ] أي ولئن جاءوا لنصرتهم وقاتلوا معهم - على سبيل الفرض والتقدير - فسوف ينهزمون، ثم لا ينفعهم نصرة المنافقين، قال الإمام الفخر : أخبر تعالى أن هؤلاء اليهود لئن أخرجوا فإن المنافقين لا يخرجون معهم - وقد كان الأمر كذلك، فإن بني النضير لما أخرجوا لم يخرج معهم المنافقون وقوتلوا كذلك فما نصروهم - وأما قوله تعالى :[ ولئن نصروهم ] فهذا على سبيل الفرض والتقدير، أي بتقدير أنهم أرادوا نصرتهم، لابد وأن يتركوا تلك النصرة وينهزموا
[ لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ] أي لأنتم يا معشر المسلمين، أشد خوفا وخشية في قلوب المنافقين من الله، فإنهم يرهبون ويخافون منكم، أشد من رهبتهم من الله
[ ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ] أي ذلك الخوف منكم، بسبب أنهم لا يعلمون عظمة الله تعالى، حتى يخشوه حق خشيته، قال القرطبي : أي لا يفقهون قدر عظمة الله وقدرته.. ثم أخبر تعالى عن اليهود والمنافقين، بأنهم جبناء من شدة الهلع، وأنهم لا يقدرون على قتال المسلمين، إلا إذا كانوا متحصنين في قلاعهم وحصونهم، فقال سبحانه :
[ لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة ] أي لا يقدرون على مقاتلتكم مجتمعين، إلا إذا كانوا في قرى محضنة بالأسوار والخنادق
[ أو من وراء جدر ] أي أو يكونوا من وراء الحيطان ليتستروا بها، لفرط جبنهم وهلعهم
[ بأسهم بينهم شديد ] أي عداوتهم فيما بينهم شديدة
[ تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ] أي تظنهم مجتمعين على أمر ورأي - في الصورة - ذوي ألفة واتحاد، وهم مختلفون غاية الاختلاف لأن آراءهم مختلفة، وقلوبهم متفرقة، قال قتادة : أهل الباطل مختلفة آراؤهم، مختلفة شهادتهم، وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق


الصفحة التالية
Icon