سورة الممتحنة
وآياتها ثلاث عشرة آية
بين يدي السورة
* هذه السورة الكريمة من السور المدنية، التي تهتم بجانب التشريع، ومحور السورة يدور حول فكرة (الحب والبغض في الله)الذي هو أوثق عرى الإيمان، وقد نزل صدر السورة عتابا لحاطب بن أبي بلتعة، حين كتب كتابا لأهل مكة، يخبرهم أن الرسول (ص) قد تجهز لغزوهم، كما ذكر تعإلى حكم موالاة أعداء الله، وضرب الأمثال في إبراهيم والمؤمنين في تبرؤهم من المشركين، وبين حكم الذين لم يقاتلوا المسلمين، وحكم المؤمنات المهاجرات وضرورة امتحانهن، وغير ذلك من الأحكام التشريعية.
* ابتدأت السورة الكريمة بالتحذير من موالاة أعداء الله، الذين آذوا المؤمنين حتى اضطروهم إلى الهجرة، وترك ا لديار والأوطان [ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء.. ] الآيات.
* ثم بينت السورة أن القرابة والنسب والصداقة في هذه الحياة، لن تنفع الإنسان أبدا يوم القيامة، حيث لا ينفع الإنسان إلا الإيمان والعمل الصالح [ لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة.. ] الآيات.
* ثم ضربت المثل في إيمان إبراهيم عليه السلام وأتباعه المؤمنين، حين تبرءوا من قومهم المشركين، ليكون ذلك حافزا لكل مؤمن، على الاقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم خليل الرحمن [ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا.. ] الآيات.
* وتحدثت السورة عن حكم الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم [ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم.. ] وحكم الذين قاتلوا المؤمنين وآذوهم [ إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين.. ] الآيات.
* وبينت السورة وجوب امتحان المؤمنات عند الهجرة، وعدم ردهن إلى الكفار، إذا ثبت إيمانهن، وقررت عدم الاعتداد بعصمة الكافر، ثم بين تعالى حكم الهجرة، ومبايعة النساء للرسول (ص) وشروط هذه البيعة [ يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن.. ] الآيات وقوله :[ يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا.. ] الآيات.
* وختمت السورة بتحذير المؤمنين من موالاة الكفرة المجرمين أعداء الله [ يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم، قد يئسوا من الأخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ] وهكذا ختمت السورة بمثل ما بدأت به من التحذير من موالاة أعداء الله، ليتناسق الكلام في البدء والختام.
قال الله تعالى :[ ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء... ] إلى قوله سبحانه [ كما يئس الكفار من أصحاب القبور ] من آية (١) إلى آية (١٣) نهاية السورة الكريمة.
اللغة :
[ أولياء ] أصدقاء وأحباء جمع ولي وهو الصديق والناصر والمعين
[ يثقفوكم ] يظفروا بكم ويتمكنوا منكم، وأصل الثقف الحذق في إدراك الشيء وفعله، ومنه قولهم " رجل ثقف لقف " ثم استعمل في الظفر والإدراك مطلقا "
[ أسوة ] قدوة يقتدى به
[ أرحامكم ] جمع رحم وهو في الأصل رحم المرأة، واشتهر في القرابة حتى صار كالحقيقة فيها
[ ظاهروا ] أعانوا
[ عصم ] جمع عصمة وهي ما يعتصم ويتمسك به الإنسان من حبل أو عقد، والمراد به هنا : عقد النكاح
[ الكوافر ] جمع كافرة وهي التي لا تؤمن بالله، ومثلها المشركة التي تدين بالشيوعية أو البوذية.
سبب النزول :


الصفحة التالية
Icon