سورة الجمعة
مدنية وآياتها إحدى عشرة آية
بين يدي السورة
* هذه السورة الكريمة مدنية وهي تتناول جانب التشريع، والمحور الذي تدور عليه السورة بيان أحكام " صلاة الجمعة " التي فرضها الله على المؤمنين.
* تناولت السورة الكريمة بعثة خاتم الرسل محمد بن عبد الله (ص) وبينت أنه الرحمة المهداة، أنقذ الله به العرب والعالم، من ظلام الشرك والضلال، وأكرم به الإنسانية، فكانت رسالته بلسما لأمراض المجتمع البشري، بعد أن كان يتخبط في الظلام.
* ثم تحدثت السورة عن اليهود، وانحرافهم عن شريعة الله، حيث كلفوا بالعمل بأحكام التوراة، ولكنهم أعرضوا عنها، ونبذوها وراء ظهورهم، وضربت مثلا لهم بالحمار، الذي يحمل على ظهره الكتب الكبيرة النافعة، ولكنه لا يناله منها إلا العناء والتعب، وذلك نهاية الشقاء والتعاسة.
* ثم تناولت أحكام " صلاة الجمعة " فدعت المؤمنين إلى المسارعة لأداء الصلاة، وحرمت عليهم البيع وقت الأذان، ووقت النداء لها، وختمت بالتحذير من الإنشغال عن الصلاة، بالتجارة واللهو، كحال المنافقين، الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى متثاقلين.
قال الله تعالى :[ يسبح لله ما في السموات وما في الأرض.. ] إلى قوله [ والله خير الرازقين ] من آية (١) إلى آية (١١) نهاية السورة الكريمة.
اللغة :
[ الأميين ] العرب المعاصرين للنبي (ص) سموا بذلك لاشتهارهم بالأمية وهي عدم القراءة والكتابة
[ يزكيهم ] من التزكية وهى التطهير من دنس الشرك والمعاصى
[ أسفارا ] جمع سفر وهو الكتاب الكبير، قال الشاعر : زوامل للأسفار لا علم عندهم بجيدها إلا كعلم الأباعر لعمرك ما يدري البعير إذا غدا بأوساقه أو راح ما في الغرانر
[ هادوا ] تدينوا باليهودية
[ انفضوا ] تفرقوا وانصرفوا.
سبب النزول :
عن جابر رضي الله عنه قال :" بينما النبي (ص)يخطب يوم الجمعة قائما، إذ قدمت عير من المدينة، فابتدرها أصحاب رسول الله (ص)حتى لم يبق منهم إلا اثنا عشر رجلا، أنا فيهم وأبو بكر وعمر، فأنزل الله تعالى :[ وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما.. ] الآية.
التفسير :
[ يسبح لله ما في السموات وما في الأرض ] أي ينزه الله ويمجده ويقدسه كل شيء في الكون، من إنسان، وحيوان، ونبات، وجماد، وصيغة المضارع [ يسبح ] لإفادة التجدد والاستمرار، فهو تسبيح دائم على الدوام
[ الملك ] اي هو الإله المالك لكل شيء، المتصرف في خلقه بالإيجاد والإعدام
[ القدوس ] أي المقدس والمنزه عن النقانص، المتصف بصفات الكمال
[ العزيز الحكيم ] أي العزيز في ملكه، الحكيم في صنعه
[ هو الذى بعث في الأميين رسولا منهم ] أي هو جل وعلا برحمته وحكمته الذي بعث في العرب رسولا من جملتهم، أميا مثلهم لا يقرأ ولا يكتب، قال المفسرون : سمى العرب أميين لأنهم لا يقرأون ولا يكتبون، فقد اشتهرت فيهم الأمية كما قال عليه الصلاة والسلام :(نحن أمة أمية، لا نكتب ولا نكتب) الحديث والحكمة في اقتصاره على ذكر الأميين، مع أنه رسول إلى كافة الخلق، تعريف العرب، حيث أضيف عليه الصلاة والسلام إليهم، وكفى بذلك شرفا للعرب
[ يتلوا عليهم آياته ] أي يقرأ عليهم آيات القرآن
[ ويزكيهم ] أي ويطهرهم من دنس الكفر والذنوب، قال ابن عباس : أي يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان
[ ويعلمهم الكتاب والحكمة ] أي ويعلمهم ما يتلى من الآيات القرآنية، و[ الحكمة ] أي السنة النبوية المطهرة


الصفحة التالية
Icon