سورة المنافقون
مدنية وآياتها إحدى عشرة آية
بين يدي السورة
* سورة (المنافقون، مدنية، شأنها شأن سائر السور المدنية، التي تعالج " التشريعات والأحكام لما وتتحدث عن الإسلام من زاويته العملية وهي القضايا التشريعية.
* والمحور الذي تدور عليه السورة الكريمة، هو الحديث بإسهاب عن (النفاق والمنافقين )، حتى سميت السورة بهذا الاسم الفاضح، الكاشف لأستار النفاق " سورة المنافقون " لبيان عظيم خطرهم، وجسيم ضررهم.
* تناولت السورة الكريمة في البدء أخلاق المنافقين، وصفاتهم الذميمة التي من أظهرها الكذب، ومخالفة الظاهر للباطن، فإنهم يقولون بألسنتهم، ما لا تعتقده قلوبهم، ثم تآمرهم على الرسول (ص)وعلى المسلمين، وقد فضحتهم السورة وكشفت عن مخازيهم وإجرامهم، فهم بتظاهرهم بالإسلام يصدون الناس عن دين الله، وينالون من دعوة الإسلام، ما لا يناله الكافر المعلن لكفره، ولذلك كان خطرهم أعظم، وضررهم أكبر وأجسم [ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ] ولهذا بدأت السورة بالكشف عن أستارهم، قال الله تعالى :[ إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله، والله يعلم إنك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ] الآيات.
* كما تحدثت السورة الكريمة عن مقالاتهم الشنيعة في حق الرسول (ص)، واعتقادهم بأن دعوته ستضمحل وتتلاشى، وأنهم بعد عودتهم من " غزوة بني المصطلق " سيطردون الرسول والمؤمنين من المدينة المنورة، إلى غير ما هنالك من أقوال فظيعة وشنيعة [ يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ٠ ] الآيات.
* وختمت السورة الكريمة بتحذير المؤمنين من أن ينشغلوا بزينة الدنيا ولهوها ومتاعها، عن طاعة الله وعبادته شأن المنافقين، وبينت أن ذلك طريق الخسران، وأمرت بالإنفاق في سبيل الله، ابتغاء مرضاة الله، قبل أن يفوت الأوان بانتهاء الأجل، فيتحسر الإنسان ويندم، حيث لا تنفع الحسرة والندم [ يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله.. ] إلى نهاية السورة الكريمة.
اللغة :
[ جنة ] وقاية وسترة يحفظون بها أنفسهم وأموالهم وفي الحديث (الصوم جنة) أي وقاية من عذاب الله
[ طبع ] ختم عليها بالكفر، والطبع : الختم
[ يؤفكون ] يصرفون عن الحق إلى الضلال، من الإفك وهو الصرف
[ لووا ] عطفوا وحركوا يقال : لوى رأسه إذا حركه وأداره
[ ينفضوا ] يتفرقوا
[ تلهكم ] تشغلكم، واللهو : ما لا خير فيه ولا فائدة من القول أو العمل.
سبب النزول :
روي أن النبى (ص) غزا " بني المصطلق " فازدحم الناس على ماء فيه، فكان ممن ازدحم عليه " جهجاه بن سعيد " أجير لعمر بن الخطاب، و " سنان الجهني " حليف لعبد الله ابن سلول - رأس المنافقين - فلطم الجهجاه سنانا، فغضب سنان وصرخ يا للأنصار، وصرخ جهجاه يا للمهاجرين، فقال " عبد الله ابن سلول " أو قد فعلوها! ! والله ما مثلنا ومثل هؤلاء - يعني المهاجرين - إلا كما قال الأول " سمن كلبك يأكلك "، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل - يعني بالأعز نفسه، وبالأذل رسول الله (ص) وصحبه - ثم قال لقومه : إنما يقيم هؤلاء المهاجرون بالمدينة بسبب معونتكم وإنفاقكم عليهم، ولو قطعتم ذلك عنهم لفروا عن بلدكم، فسمعه " زيد بن أرقم " فأخبر بذلك رسول الله (ص) وبلغ ذلك ابن سلول فحلف أنه ما قال من ذلك شيئا وكذب زيدا، فنزلت السورة إلى قوله تعالى [ يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.. ] الآيات. وكان ذلك فضيحة لأهل النفاق إلى يوم الدين !.
التفسير :
[ إذا جاءك المنافقون ] أي إذا أتاك يا محمد المنافقون وحضروا مجلسك كعبد الله ابن سلول وأصحابه


الصفحة التالية
Icon