٢ - الجملة الاعتراضية [ والله يعلم إنك لرسوله ] جاءت معترضة بين الشرط وجوابه، لبيان أنهم ما قالوا ذلك عن اعتقاد، ولدفع توهم تكذيبهم في دعواهم الشهادة بالرسالة، والأصل [ إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله.. والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ] فجاءت الجملة اعتراضية بينهما.
٣ - الاستعارة التصريحية [ اتخذوا أيمانهم جنة ] فإن أصل الجنة ما يستتر به ويتقى به المحذور كالترس، ثم استعمل هنا استعارة لأنهم كانوا يظهرون الإسلام ليعصموا دماءهم وأموالهم.
٤ - الطباق بين [ آمنوا ثم كفروا ] وبين [ الأعز منها الأذل ] وهو من المحسنات البديعية
٥ - التشبيه المرسل المجمل [ وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة ] وهو من روائع التشبيه.
٦ - طباق السلب [ سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم ].
٧ - الجملة الدعائية [ قاتلهم الله ] وهي دعاء عليهم باللعنة والخزي والهلاك.
٨ - توافق الفواصل مراعاة لرءوس الآيات، وهو كثير في القرآن يزيد في رونق الكلام
تنبيه :
النفاق لم يكن بمكة وإنما كان بها الكفر، ولم يظهر النفاق إلا بالمدينة المنورة، في عز الإسلام وكثر أنصاره، وقد كان المنافقون يظهرون الإسلام لصون دمائهم وأموالهم كما قال الشاعر : وما انتسبوا إلى الإسلام إلا لصون دمائهم أن لا تسالا
فائدة :
العزة غير الكبر، ولا يحل للمسلم أن يذل نفسه، فالعزة معرفة الإنسان بحقيقة نفسه، قيل للحسن بن علي رضي الله عنهما : إن الناس يزعمون أن فيك كبرا وتيها فقال : ليس بتيه، ولكنه عزة المسلم، ثم تلا الآية [ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ].
لطيفة :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" من كان له مال يبلغه حج بيت ربه، أو تجب عليه فيه زكاة فلم يفعل، سأل الرجعة عند الموت، فقال رجل يا ابن عباس : اتق الله فإنما يسأل الرجعة الكفار ! ! فقال : سأتلو عليكم بذلك قرآنا [ وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رلبئ لولا أخرتني إلى أجل قريب.. ] الآية ". فهل يخاطب الله بها المؤمنين أم الكفار ؟ ومراده أن الخطاب في هذه الآية الكريمة إنما هو للمؤمنين، بدليل قوله تعالى [ يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله.. ] ثم قال [ وأنفقوا مما رزقناكم.. ] الآية.


الصفحة التالية
Icon