٧ - الاستعارة [ ميثاقا غليظا ] استعار الشيء الحسى - وهو الغلظ الخاص بالأجسام - للشىء المعنوي وهو بيان حرمة الميثاق وعظمه وثقل حمله، على طريقة (الاستعارة التصريحية).
٨ - الالتفات [ ليسأل الصادقين ] وغرضه التبكيت والتقبيح للمشركين.
٩ - الطباق ببن [ من فوقكم.. وأسفل منكم ].
١٠ - التشبيه التمثيلي [ تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ] لأن وجه الشبه منتزع من متعدد، فهو (تشبيه تمثيلي ).
١١ - المبالغة في التمثيل [ وبلغت القلوب الحناجر ] صور القلوب في خفقانها واضطرابها، كأنها وصلت إلى الحلقوم، وتكاد تزهق.
١٢ - الكناية [ لا يولون الأدبار ] كناية عن الفرار من الزحف.
١٣ - الاستعارة المكنية [ سلقوكم بألسنة حداد ] شبه اللسان بالسيف المصلت وحذف ذكر المشبه به، ورمز له بشيء من لوازمه وهو السلق بمعنى الضرب، على طريق الاستعارة المكنية، ولفظ
[ حداد ] ترشيح.
١٤ - توافق الفواصل في الحرف الأخير مثل [ كان ذلك في الكتاب مسطورا.. وما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ] ونحوه، وهو يزيد في رونق الكلام وجماله، لما له من وقع رائع، وجرس عذب.
تنبيه :
خاطب الله تعالى الأنبياء بأسمائهم فقال :[ يا نوح اهبط بسلام منا ] [ يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ] [ يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي ] ولم يخاطب الرسول إلا بلفظ النبوة، أو الرسالة [ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ] الخ ولا نجد في القرآن العظيم كله نداء له باسمه، وإنما النداء بلفظ النبوة والرسالة، وفي هذا تفخيم لشأنه، وتعظيم لمقامه، وإشارة إلى أنه سيد الأولين والآخرين، وإمام الأنبياء والمرسلين، وتعليم لنا الأدب معه (ص)، فلا نذكره إلا مع الإجلال والإكرام، ولا نصفه إلا بالوصف الأكمل [ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا.. ] [ إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى.. ] الآية. لطيفه : إن قيل : ما الفائدة بأمر الله رسوله بالتقوى وهو سيد المتقين ؟ فالجواب إنه أمر بالثبات والاستدامة على التقوى، كقوله :[ يا أيها الذين آمنوا آمنوا ] أي أثبتوا على الإيمان، وكقول المسلم [ اهدنا الصراط المستقيم ] وهو مهتد إليه، وغرضه التثبيت على الصراط المستقيم، أو نقول : الخطاب للرسول (ص) والمراد أمته.
قال الله تعالى :[ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.. ] إلى قوله [ أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ] من آية ( ٢١) إلى نهاية آية (٣٥).
المناسبة :
لما ذكر تعالى غزوة الأحزاب، وموقف المناققين المذبذبين منها، بالقعود عن الجهاد، وتثبيط العزائم، أمر المؤمنين في هذه الآيات بالاقتداء بالرسول الكريم، في صبره وثباته، وتضحيته وجهاده، ثم جاء الحديث عن زوجات رسول الله الطاهرات، وأمرهن بالاقتداء برسول الله (ص) في زهده، وعدم التطلع إلى زهرة الدنيا، لأنهن قدوة لسائر نساء المؤمنين.
اللغة :
[ أسوة ] الأسوة : القدوة وفيها لغتان كسر الهمزة وضمها يقال انتسى فلان بفلان أي اقتدى به
[ نحبه ] النحب : النذر والعهد يقال : نحب ينحب من باب قتل نذر، ومن باب ضرب بكى، قال لبيد : ألا تسألان المرء ماذا يحاول أنحب فيقضى أو ضلال وباطل ويقال : قضى نحبه إذا مات، وعبر به عن الموت، لأن كل حي لابد أن يموت، فكأنه نذر لازم في رقبته، فإذا مات فقد قضى نحبه أي نذره
[ صياصيهم ] حصونهم جمع صيصية وهو ما يتحصن به، قال الشاعر : فأصبحت الثيران صرعى وأصبحت نساء تميم يبتدرن الصياصيا
[ أمتعكن ] متعة الطلاق، وأصل المتاع ما يتبلغ به من الزاد، ومنه متعة المطلقة لأنها تنتفع وتتمتع به
[ وأسرحكن ] أطلقكن، وأصل التسريح في اللغة : الإرسال والإطلاق