[ تبرجن ] تبرجت المرأة : أظهرت زينتها ومحاسنها للأجانب، وأصله من الظهور ومنه سمي البرج لسعته وظهوره
[ وقرن ] إلزمن بيوتكن من قولهم : قررت بالمكان أقر به إذا بقيت فيه ولزمته، والقرار : مصدر، وأصل " قرن " اقررن حذفت الراء والقيت فنحتها على ما قبلها، واستنني عن ألف الوصل لتحرك القاف
[ الرجس ] في اللغة : القذر والنجاسة، وعبر به هنا عن الآثام، لأن عرض المقترف للقبائح يتلوث بها ويتدنس، كما يتلوث بدنه بالنجاسات.
سبب النزول :
١ - أخرج ابن جرير الطبري عن أنس بن مالك قال : غاب عمي " أنس بن النضر، عن قتال يوم بدر، فقال : غبت عن أول قتال مع رسول الله (ص) ؟ لئن أشهدني الله قتالا ليرين الله ما اصنع ؟ فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون - انهزموا - فقال : اللهم إني أبرا إليك مما فعل هؤلاء - يعني المشركين - وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني المسلمين - ثم مشى بسيفه، فلقيه " سعد بن معاذ " فقال : أي سعد والله إني لأجد ريح الجنة دون أحد! ثم قاتل حتى قتل، فقال سعد يا رسول الله : ما استطعت أن أصنع ما صنع، قال أنس بن مالك : فوجدناه بين القتلى وبه بضع وثمانون جراحة بين ضربة بسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، فما عرفناه حتى جاءت أخته فعرفته ببنانه - رءوس الأصابع - قال أنس : فكنا نتحدث أن هذه الآية [ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. ] نزلت فيه وفي أصحابه.
٢ - وروى الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه قال : أقبل أبو بكر رضي الله عنه يستأذن رسول الله (ص) - والناس ببابه جلوس - فلم ي ] ذن له، ثم أقبل عمر رضي الله عنه، فاستأذن فلم يؤذن له، ثم أذن لأبي بكر وعمر فدخلا والنبي (ص) جالس وحوله نساؤه وهو ساكت، فقال عمر : لأكلمن النبي (ص) لعله يضحك ! فقال يا رسول الله : لو رأيت ابنة زبد - امرأة عمر - سألتني النفقة آنفا فوجأت عنقها، فضحك النبي (ص) حتى بدث نواجذه وقال :" هن حولي يسألنني النفقة " فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها، وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان : تسألان رسول الله ما ليس عنده ؟ فنهاهما رسول الله (ص) فقلن : والله لا نسأل رسول الله (ص) بعد هذا المجلس ما ليس عنده، وأنزل الله آية الخيار [ يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيبا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ] فبدا بعائشة رضي الله عنها فقال لها : إني أذكر لك أمرا ما أحب أن تعجلي فيه، حتى تستأمري أبويك، قالت : وما هو يا رسول الله ؟ فتلا عليها الآية، فقالت : أفيك أستأمر آبوي ؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، واسألك ألا تذكر لإمراة من نسائك ما اخترت ! ! فقال :" إن الله لم يبعثني معنفا، ولكن بعثني معلما وميسرا، لا تسألني إمراة منهن عما اخترت إلا أخبرتها ".
٣ - عن أم سلمة رضي الله عنها قالت للنبي (ص) يا نبى الله : ما لي أسمع الرجال يذكرون فى القرآن، والنساء لا يذكرن ! ؟ فأنزل الله تعالى :[ إن المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات.. ] الآية.
التفسير :
[ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ] أي لقد كان لكم أيها المؤمنون في هذا الرسول العظيم قدوة حسنة، تقتدون به (ص) فى إخلاصه، وجهاده، وصبره، فهو المثل الأعلى الذي يجب أن يقتدى به، في جميع أقواله، وأفعاله، وأحواله، لأنه لا ينطق ولا يفعل عن هوى، بل عن وحي وتنزيل، فلذلك وجب عليكم تتبع نهجه، وسلوك طريقه
[ لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر ] أي لمن كان مؤمنا مخلصا، يرجو ثواب الله، ويخاف عقابه