[ وتعمل صالحا ] أي وتتقرب إلى الله بفعل الخير، وعمل الصالحات
[ نؤتها أجرها مرتين ] أي نعطها الثواب مضاعفا، ونثيبها مرتين : مرة على الطاعة والتقوى، وأخرى على طلبهن رضاء رسول الله (ص) بالقناعة وحسن المعاشرة
[ وأعتدنا لها رزقا كريما ] أي وهيأنا لها في الجنة - زيادة على ما لها من أجر- رزقا حسنا مرضيا لا ينقطع، ثم أظهر فضيلتهن على سائر النساء فقال :
[ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ] أي أنتن تختلفن عن سائر النساء، من جهة أنكن أفضل وأشرف من غيركن، لكونكن زوجات خاتم الرسل، وافضل الخلق محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، فليست الواحدة منكن كالواحدة من آحاد النساء
[ إن اتقيتن ] شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله أي إن اتقيتن الله فأنتن بأعلى المراتب، قال القرطبي : بين تعالى أن الفضيلة إنما تتم لهن بشرط التقوى، لما منحهن الله من صحبة رسوله سيد الأولين والآخرين (ص) وقال ابن عباس : يريد في هذه الآية : ليس قدركن عندي، مثل قدر غيركن من النساء الصالحات، أنتن أكرم على، وثوابكن أعظم إن اتقيتن، فشرط عليهن التقوى، بيانا أن فضيلتهن إنما تكون بالتقوى، لا بنفس اتصالهن برسول الله (ص)
[ فلا تخضعن بالقول ] أي فلا ترققن ولا تلن الكلام، عند مخاطبة الرجال
[ فيطمع الذى في قلبه مرض ] أي فيطمع من كان في قلبه فجور وريبة، وحب لمحادثة النساء
[ وقلن قولا معروفا ] أي وقلن قولا حسنا عفيفا لا ريبة فيه، ولا لين ولا تكسر، عند مخاطبتكن للرجال (( أقول : إذا كان القرآن يمنع المرأة أن تتلاين في كلامها مع الرجال الأجانب لئلا يطمع بها الفساق والفجار، فكيف بمن تثير الكوامن والشجون بالغناء الماجن الذي كله ميوعة وانحلال، وتختلط فيه أصوات المغنين مع المغنيات فى الحفلات الساهرة الداعرة وتنقله الإذاعات، ثم نسمع بعض أدعياء العلم يحبذون هذا بحجة أن صوت المرأة ليس بعورة ؟ اللهم إنا نعوذ بك من شر هذا الزمان الذي فسق فيه الشبان، وطغت فيه النساء وأصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا، ولا حول ولا قوة إلا بالله ! ! )) قال ابن كثير : ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم، ولا تخاطب الأجنبى كما تخاطب زوجها
[ وقرن في بيوتكن ] أي إلزمن بيوتكن ولا تخرجن لغير حاجة، ولا تفعلن كما تفعل الغافلات، المتسكعات في الطرقات لغير ضرورة
[ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ] أي لا تظهرن زينتكن ومحاسنكن للأجانب، مثل ما كان نساء الجاهلية يفعلن، حيث كانت تخرج المرأة إلى الأسواق، مظهرة لمحاسنها، كاشفة ما لا يليق كشفه من بدنها، قال قتادة : كانت لهن مشية فيها تكسر وتننج، فنهى الله تعالى عن ذلك
[ وأقمن الصلاة وآتين الزكاة ] أي حافظن على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، قال ابن كثير : نهاهن أولا عن الشر، ثم أمرهن بالخير، من إقامة الصلاة وهي عبادة الله وحده، وإيتاء الزكاة وهي الإحسان إلى المخلوقين
[ وأطعن الله ورسوله ] أي أطعن الله ورسوله في جميع الأوامر والنواهي، لتنلن مرتبة المتقيات
[ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ] أي إنما يريد الله أن يخلصكن من دنس المعاصي، ويطهركن من الآثام، التي يتدنى بها عرض الإنسان، كما يتلوث بدنه بالنجاسات
[ أهل البيت ] أي يا أهل بيت النبوة
[ ويطهركم تطهيرا ] أي ويطهركم من أوضار الذنوب والمعاصي، تطهيرا بليغا
[ واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ] أي واقرأن آيات القرآن، وسنة النبي (ص)، فإن فيهما الفلاح والنجاح، قال الزمخشري : ذكرهن أن بيوتهن مهابط الوحي " وأمرهن ألا ينسين ما يتلى فيها من الكتاب الجامع بين أمرين : آيات بينات ندل على صدق النبوة، وحكمة وعلوم وشرائع سماوية